تتنوع الانشطة الثقافية خلال هذه الفترة في انتظار المهرجانات الصيفية التي تركّز خاصة على الموسيقى وبعض العروض المسرحية. اذن تبدو الجوانب الفكرية ماثلة في الذائقة التونسية ولعل من بين الملتقيات التي ستسجل حضورها في الايام القليلة القادمة الدورة التاسعة لايام الفداوي التي تحتضنها جوهرة الساحل سوسة بداية من يوم الخميس القادم 8 ماي الجاري لتتواصل الى غاية الثامن عشر من نفس الشهر. هذه التظاهرة التي تمكنت من الرسوخ ومن تأسيس عادات معرفية مميزة وسيعيش عشاق الفداوي أو الحكواتي كما يصطلح على تسميته أدبيا على ايقاع ندوة فكرية بعنوان الفداوي وفنون العرض الواحد وستكون المداخلات السمة المحورية لهذه الايام وأبرز المتدخلين: زياد العلاوي وهو باحث وموسيقي وسيتناول الفداوي والمونولوجيست، اما المسرحي جعفر القاسمي فسيقدم مداخلة بعنوان «الفداوي والمونودراما» هذا اضافة الى الاستاذ يوسف البحري الذي سيتحدث عن أدوات الممثل وأدوات الفداوي. أسماء أخرى ستثري النقاش على غرار محسن بن نفيسة الذي سيتكلم في قراءة النص المسرحي وأدوات الفداوي، اما الاستاذ الهادي خليل فسيبرز مثول الفداوي في السينما من خلال نماذج فيلمية من تونس وافريقيا وأخيرا سيحضر حاتم بوريال بمحاضرة عنوانها الفداوي والفنون التقليدية المتوسطية. وسيخصص المنظمون إطارا آخر فيه شهادات متنوعة لكل من الطاهر المليجي الذي سيشير الى الفداوي وفضاء المقهى في النصف الاول من القرن العشرين. كما ستشهد الايام مشاركة الحبيب بوغرارة الذي يمتلك 150 الف أسطوانة عن الفداوي يعود تاريخها الى سنة 1904 هذا اضافة الى امتلاكه لاكثر من 300 فونوغراف وسيتدخل برؤية عنوانها الفداوي والفونوغراف صراع في فضاء المقهى. ولن يتوقف هذا الحدث الحكائي عند هذه الجوانب النظرية بل سيتابع الجمهور عروضا للفداوي تأتي من الجزائر، المغرب، اسبانيا، وتونس ويمكن أن نذكر من بين الممثلين التونسيين المشاركين أحمد السنوسي، مراد كروت وعبد الغني بن طارة. كل هذه الفعاليات تصاحبها ورشة يشرف عليها الهاشمي العاتي واختارت محورا لها الفداوي والكوميديا دال الآرتي. إذن تبدو كل هذه المقومات حاضرة للمتابعة خاصة وأن فن الفداوي يعد من الدلالات التاريخية والتراثية الهامة في الثقافة التونسية والانسانية. نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع: