تونس «الشروق» فاطمة بن عبد الله الكرّاي: كانت كوكبة من أصدقاء مصطفى الفارسي، من أهل الفكر والثقافة والاعلام، قد التفّوا حول عائلته الصغيرة، في قاعة «بلال» بالمنزه الخامس، حيث تحوّل اللقاء، لقاء لتقديم كتاب الفارسي حركات مترجما الى اللغة الفرنسية من لقاء فكري ثقافي فقط، الى لقاء الاصدقاء في ذكرى الفارسي.. بدت القاعة المتلحّفة جدرانها بإبداعات الفنّ التشكيلي لوحات متحاذية وكأنها قاعة دائرية، تحتضن حلقة نقاش، لولا تلك المنضدة التي ترأس جلستها الأستاذ عبد الواحد براهم رئيس «نادي مصطفى الفارسي» والى يمينه، صاحب الترجمة الأستاذ منصور مهنّي والى يمينه هو ايضا وتباعا الاستاذ الدكتور محمود طرشونة. في ذاك الجوّ الثقافي الحميمي، الذي احتضنته قاعة «بلال» (قاعة للعرض GALERIE) سما المتحدّثون بأعمال الفارسي، وتذكّره الجميع، أستاذا وكاتبا ومسؤولا وأبا، فكانت قراءات هيفاء الفارسي، ابنته، لبعض مقاطع «حركات» باللغة العربية، تنمّ عن اختيار دقيق يحمل في طياته هدفا.. كيف لا، وقد سمعنا منها الحلاّج يتكلّم... ويعبّر... ويصف.. ويرمز... رموز الصوفية فيه وفينا... زادت تلك القراءة المعبّرة والمؤثرة في الحضور جميعا، قراءة زميلها ناجي صاوي الطالب في المرحلة الثالثة، قسم الفرنسية، وهيفاء في قسم الانقليزية لنفس المقاطع المختارة من النص الفرنسي... فلم يكن في الأمر خيانة... خيانة الترجمة للنص الأصلي.. صفّق الجميع طويلا هاتين القراءتين، وطال التصفيق منصور مهنّي، الذي تحدّث عن عملية ولادة النص المترجم، من تفاصيل لغوية، الى تفاصيل المعنى والثوب حين قال: الفارسي، وحسب غوْصي في النص العربي، وجدت ان مقاطع منه، حسب فيها كاتب «حركات»، حسابا لمترجم... كاشفا النقاب عن انه مازال في حالة ترجمة بعد صدور هذه النسخة لأنه اكتشف ان الطبعة الثالثة من «حركات» أضاف لها صاحب الكتاب ما أضاف بحيث يمكن للمترجم ان يصدر نسخة أخرى مترجمة بالتنقيح والإضافة اللازمتين. عن المركز الوطني للترجمة صدر «حركات» باللغة الفرنسية، Mouvements ترجمه منصور مهنّي، في طبعة أنيقة حيث جاءت قوة الكلمة في النص الفرنسي، لتضاهي قوّة الكلمة في النص الأصلي.. رئيس نادي مصطفى الفارسي للابداع، الأستاذ عبد الواحد براهم، قدّم الأثر الأصلي وكاتبه، الذي أثرى المكتبة التونسية صاحب «القنطرة هي الحياة» وقدّم الكتاب المترجم، فكانت أمسية ثرية، مكانها قاعة العرض (بلال) وزمانها: مساء الجمعة المنقضي.. الخامس من فيفري.