... البرجين... قرية ساحلية تقع على الطريق الوطنية رقم 1 وتتبع إداريا معتمدية مساكن من ولاية سوسة... يحيط بها العديد من القرى مثل: بني ربيعة الفرادة الهدادرة المزاوغة. وأيضا أولاد التومي وجميعها قرى آهلة بالسكان وتتمتع بمرافق الحياة مثل الطرقات والإنارة وغيرها. البرجين نعتبر البوّابة الرئيسية لجميع هذه القرى بما أنها مثلما ذكرنا تتواجد على الطريق الوطنية رقم 1 وتحتوي على العديد من المنشآت الاقتصادية والمصانع ومحطات الاستراحة (مطاعم ومقاه)... البرجين بها أيضا مدرسة ابتدائية وأخرى اعدادية و3 رياض أطفال بالاضافة الى وجود مركز صحّي أساسي و4 عيادات طبية لأطباء خوّاص، لكنها في المقابل تفتقر الى وجود صيدلية تؤمّن الدواء لمن يريده سواء من متساكني الجهة أو العاملين بها أو حتى المارّين منها. أكثر من 6200 هكتار هي مساحة قرية البرجين، وتعدادها السكني سنة 2004 يؤكد أن بها 3400 ساكن، وعندما نضيف عدد سكان القرى المجاورة والمتاخمة لها والتي لا يوجد بها صيدليات هي أيضا نجد مجموع السكان يتجاوز ال 12 ألف ساكن دون اعتبار أصيلي الجهة العاملين بالخارج والذين عادة ما يزورون قريتهم سنويا... فهل يعقل أن يبقى هؤلاء بدون صيدلية تزوّدهم بما يحتاجونه من الأدوية أم مثلما صرّح لنا أحد المستجوبين الذي قال: «من أجل «حربوشة» لا يتجاوز سعرها ال 200 مليم نقطع الكلمترات ونصرف الدنانير لجلبها». الدكتور وحيد شعبان وجدناه بعيادته يستقبل مرضاه ويصف لهم دواء موجودا بالصيدليات، وما عليهم إلا أن يتكبّدوا مشقة التنقل الى مدينة مساكن لجلبه (أكثر من 10 كيلومترات ذهابا ومثلها إيابا)... الدكتور وحيد صرّح ل «الشروق» أن عيادته تستقبل يوميا أهالي البرجين ويقصدها أيضا متساكنو المناطق المجاورة للتداوي وأكّد الدكتور وحيد على ضرورة إعادة فتح صيدلية ب «البرجين» حتى يجد حرفاءه ومرضاه دواءهم، وعند سؤالنا له عن «سرّ» كلمتة «إعادة» أفادنا الدكتور وحيد بأن «البرجين» كانت تتمتع بصيدلية لأكثر من 25 سنة، لكن صاحبها خيّر غلقها والعودة الى مسقط رأسه للاستقرار هناك. الدكتور وحيد شعبان أضاف قائلا «الأمر فعلا يدعو الى ضرورة التدخل العاجل للسماح بفتح صيدلية ب «البرجين» هناك أكثر من 20 مطلبا في هذا الغرض من أصحاب الاختصاص ونحن ننتظر الموافقة ولو لمطلب واحد... ويا حبّذا لو تمّت الموافقة لفتح صيدليتين اثنتين...الأولى تعمل نهارا والأخرى صيدلية ليلية». السيد علي حميدة، متقاعد، وجدناه بعيادة الدكتور وحيد يقوم ببعض الفحوصات التي تعوّد على اجرائها بما أنه يشكو مرضا مزمنا... ابتهج لما علم بصفتنا وسبب زيارتنا فأصرّ على الادلاء برأيه وتوجيه نداء لمن يهمه الأمر، قائلا: «أنا وزوجتي نشكو أمراضا مزمنة وأتحول أسبوعيا أكثر من 4 مرات الى مدينة مساكن لجلب الادوية الخاصة بنا... تصوّروا مشقة التنقل عبر النقل العمومي وما يستنزفه من مصاريف وأتعاب ومضيعة للوقت، أرجو أن يكون حضوركم هذا والكلمة التي ستحبّرونها طالع خير لنا... أنا أتوقّع خيرا...». آخر المستجوبين السيد محمّد نقّارة صاحب مطعم بالجهة، صرّح ل «الشروق» بأنه وسكان مدينته توجهوا برسائل عديدة (أمدنا بنسخ منها) الى وزير الصحة وآخرها أرسلت عبر الفاكس بتاريخ 13 أكتوبر 2009 وتتضمن اكثر من 500 امضاء يطالب خلالها المتساكنون بضرورة الاذن لأحد المختصين بفتح صيدلية بجهتهم، مبيّنين في الآن ذاته أن أكثر من 20 مطلبا في هذا الغرض تم توجيهها الى السلط المختصة لكن لا من مجيب.