حالة احتقان شديد تعرفها منطقة »البرجين« من ولاية سوسة هذه الايام بل منذ اشهروالسبب بسيط والحلّ ابسط لو »تعقّل« السيد كمال ايدير وجماعته والسيدة وزيرة الصحة وجماعتها والسيد والي سوسة وجماعته هؤلاء جميعا صمّوا آذانهم واوصداوا ابوابهم واغلقوا منافذهم امام مطلب لا تتناطح عنزتان في شرعيّته ويتمثل في فتح صيدلية لتوفير وصفة علاج لاكثر من 4000 ساكن شتاء وضعفها صيفا فضلا عن مستعملي الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين سوسة وصفاقس والتي تخترق بلدة البرجين.. هذا العد يتضاعف مرات اذا اضيف له عدد سكان المناطق المبادرة (الفرادة بني ربيعة، غريان، بني كلثوم، الهدادرة) وجميعها يضطر اهلها إلى قطع مسافات طويلة للوصول الى مساكن... بحيث يمكن ان يقضي المريض في انتظار الدواء الذي يتعين ان يسخر له وسيلة نقل خاصة مما يضاعف من تكلفة الوصفة. ❊ 5 أطباء و»علّة« هذه القرية توجد فيها 4 عيادات خاصة ومستوصف كبير بطبيبه وأحيانا اطبائه جميعهم يكتبون الوصفات ويملون اصحابها على »النقل الرّيفي« لتناول العلاج الاولي ليجد العليل نفسه او اهله مصابا بمرض آخر ووجع أكبر.. ❊ السؤال الخطير! يتساءل الجميع هنا: لماذا كل هذا التعنت من الجهات ذات النظر والرفض المطلق للاستجابة لمطالب الناس عبر الرسائل المضمونة الوصول واللوائح والمقالات الصحافية وتنزيلات الانترنات رفض لا أساس ولا رأس له وخاصة ذاك الرد من وزارة الاشراف والذي يتحدث عن اشياء لا افهمها لا أنا ولا انت ولا الاهالي الاصحاء والمعتلون منهم. من ذلك ان الوزارة وبالتحديد وحدة الصيدلة والدواء اجابت الناس بانها اتصلت بمعهد الاحصاء الذي افادها بان احصاء عام »ككّحْ« لا يسمح بفتح صيدلية حيث يتعين ان يكون عدد السكان 4000 ساكنا في حين ان الاحصاء اياه يفيد ان عدد السكان بلغ وقتها 3384 ساكنا فقط والحقيقة ان هذا الرد مجانب للصواب بل يفتقد الصّواب اصلا والا فكيف يغضّ النظر من أهل النظر عن تطور عدد السكان عبر اكثر من سبع سنوات خلت وكيف يغض النظر عن المهاجرين الذين يفوق عددهم 2500 وكيف »يُطْفَأُ الضوء« على السكان العرضيين والنازحين في مواسم »المرمة« وجني الزيتون وعمال 15 وحدة صناعية ومستعملي اكبر طرقاتنا الرئيسية وهي معطيات من المفروض والمنطق ان يكون المسؤولون الجهويون على الاقل على دراية تامة بها وبالارقام فان هذه المنطقة التي تطالب بهدا »الاعجاز« الضخم تضم اكثر من 15 الف ساكن و3 اطباء طب عام وطبيب اسنان و3 مستوصفات يمكن والحال على ماهي عليه طردهم جميعا والاستعاضة عنهم »بوڤّاعة« او حكيم روحاني و»شارية« حشيش وكفى الناس شرّ التطبيب! ❊ حصير بلا جامع: رغم هذا الرفض والتبريرات البيروقراطية الصادمة فان الاهالي احضروا البناية واحضروا الصيدلانية والتزموا لبعضهم بكل اشكال الدعم بما فيها بعض الامور التي من شأنها ان يقع الاخبار عنها من جهات أخرى! ❊ إلى الوراء... دُرْ! اهالي هذه المنطقة وعند تجمّعهم حولنا تساءلوا عن اليد الخفية التي تجذب الى الخلف وتعكر صفْو الثورة التي سجلت ايما نجاح في هذه المنطقة ويتساءلون كيف لاي كان من الوزير الى المدير ان يرفض بعث هذا المرفق الحيوي الذي سيوفّر فضلا عن الدواء والشفاء خمس مواطن شغل راقية (الصيدلاني ومساعده والمحضر وبائعتين على الاقل وحارس ومنظف).. وعلى ذلك الصيدلاني فان في الجهة هناك قائمة بطالة تعد 21 صيدليا ينتظر رحمه ربك وعباد ربك الذين لا يكترثون.