عاشت طهران أمس حالة طوارئ حقيقية مع ارتفاع حمى المظاهرات التي قادها زعماء المعارضة وقمعتها السلطات الإيرانية بشدّة حيث أطلقت النار على المتظاهرين وقامت بحملة اعتقالات شملت حفيدة الخميني (مؤسس الدولة) وزوجها، كما رفعت شعارات مناهضة للمرشد الأعلى الحالي للثورة الايرانية علي خامنئي. فقد انتشرت قوات مكافحة الشغب والباسيج حول ساحة أزادي بوسط العاصمة الايرانية (حيث ألقى الرئيس نجاد خطابه أمس) وأعدت وحدات خاصة مجهزة بسيارات رشّ الماء ووحدات مكافحة الشغب المزودة بالهراوات والقنابل المسيلة للدّموع، وتمّ نشرها في الشوارع المحيطة بالساحة ونصب كاميرات مراقبة في الشوارع والساحات للتعرف على من تسميهم السلطات مثيري الشغب. وأطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين معارضين للحكومة في منطقة آريا شهر غربي طهران، الأمر الذي دفع المحتشدين إلى رفع شعارات ضد خامنئي. وصرح إصلاحيون بأنه على الرغم من دعاية الأجهزة الإعلامية الحكومية وتسخير كافة الامكانيات لجلب متظاهرين موالين لها إلا أن حضور المعارضين كان قويا في ساحة الحرية. ونقل موقع «جرس» الإصلاحي عن شهود عيان قولهم إن السلطات ألقت القبض على عدد من المتظاهرين في ساحة صادقية في طهران، وأن اشتباكات جرت في ساحة «ونك» وشارع وصال. وتعرضت سيارة الزعيم الاصلاحي مهدي كروبي لهجوم من تجمعات مشاركة في احتفالات ذكرى الثورة أثناء توجهه إلى موقع الاحتفال واعتقل نجله بعد ذلك. وتم الاعتداء على سيارة كروبي بالهراوات وضرب المرافقين له وتحطيم زجاج سيارته من مشاركين في الاحتفالات بملابس مدنية هاجموه في شارع أشرفي أصفهاني. وأكد المصدر أن كروبي ترك سيارته وركب سيارة أحد المواطنين التي تعرضت أيضا لاعتداء ليعود إلى منزله دون أن يتمكن من الاستمرار في المشاركة في المظاهرات. وتعرضت سيارة الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي أيضا للاعتداء من قوات «الباسيج» أثناء توجهه إلى المظاهرات. كما شملت الاعتقالات حفيدة الخميني زهراء اشراقي وزوجها نائب رئيس البرلمان الايراني السابق أثناء مشاركتهما في مظاهرات احياء ذكرى الثورة قبل أن يتم إطلاق سراحهما بعد ساعة.