أخيرا، وبحرص كبير من السلط الجهوية تم التوصل الى حلول عملية وعاجلة لحماية حي السلطنية بصفاقس من الفيضانات التي أرقت الأهالي وحوّلت شتاءهم الى كابوس متواصل ترتفع درجاته مع كل سحابة تمر بالمكان. الحل يكمن في موافقة وزارة التجهيز والاسكان على تمويل وانجاز مشروع ضخم يقوم على تشييد وبناء حوضين كبيرين لتجميع مياه الأمطار بسعة 10 آلاف متر مكعب، على أن يتم تصريف مياه الأمطار لاحقا في اتجاه القنال القريبة من مشروع تبارورة بطريق سيدي منصور. الحوضان مساحتهما 500، وتقدّر كلفة المشروع مبدئيا بمليون دينار وينتظر ان تتوصل الجهات المعنية الى اتمام المشروع في شكله الاول في غضون 10 أشهر مما يعني انه مع الخريف والشتاء المقبلين ستنقشع سحابة الخوف من سماء منطقة حي السلطنية أو الحي التعويضي بصفاقس. وتشير مصادر «الشروق» الى ان طلب العروض عن الصفقة ستصدر في القريب العاجل لتنطلق الاشغال لاحقا وبسرعة عالية مع دراسة كل الامكانيات لضمان التوصل الى نتيجة عملية تحل مشاغل حي السلطنية بصفاقس. حي السلطنية او الحي التعويضي الواقع على بعد أقل من 3 كيلومترات من قلب مدينة صفاقس يقطنه أكثر من 400 عائلة، وقد شيد في أواخر الستينات لكن طريقة بنائه لم تستشرف اللاحق ولم تضع في اعتبارها المنخفض من الارض الواقع عليه الحي الشيء الذي جعله محطة لتجميع مياه الأمطار من المناطق القريبة منه. الأمطار خلفت العديد من الخسائر المعنوية والمادية للأهالي في السنوات الفارطة وكذلك في خريف هذا العام، وكانت «الشروق» قد تناولت الموضوع في أكثر من مناسبة ونقلت على لسان الأهالي مشاغلهم ومخاوفهم من الأمطار التي تحولت الى نقمة. الآن وبعد موافقة وزارة التجهيز والاسكان بالتنسيق مع الجهات المتداخلة وبحرص جهوي كبير على مشروع «الخزانات الضخمة» سيزاح كابوس الأمطار، لكن الأهالي مازالوا ينتظرون التعويضات جراء الخسائر الناجمة عن الامطار التي تسببت في تصدّع أكثر من سقف لبعض منازل العائلات محدودة الدخل والتي كانت «الشروق» قد تناولتهم في أكثر من حديث وحوار، فهل تنتهي المشاغل بالخزانات الضخمة والمساعدات التي قيل إنها في الطريق اليهم؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الأهالي الذين استبشروا بالمشروع الذي سيزيل كابوس الأمطار من أذهانهم.