وجه سكان حي السلطنية بصفاقس رسالة إلى وزير الداخلية المؤقت يطالبونه فيها بفتح تحقيق في خصوص التعويضات عن أضرار الفياضانات وهو الموضوع الذي تناولته «الشروق» في أعداد سابقة إيمانا منها بشرعية مطالب الحي التعويضي الذين عانوا الكثير من تبعات كل كمية أمطار تنزل بصفاقس. وجاء في نص الرسالة «..يسعدنا ونحن ننعم بحريتنا الكاملة أن نطلق صيحة فزع من جراء ما كنا نتعرض له من ممارسات غير عادلة من السلط الجهوية في ظل استغلالها للنفوذ المطلق، وقد عانينا الأمرين من جراء تهاطل الأمطار وركود المياه بمنازلنا التي تعرضت إلى أضرار جسيمة ..». ويضيف سكان الحي في الرسالة التي حصلت «الشروق» على نسخة منها «وأمام خطورة الموقف، سخرت الدولة أموالا للتعويض للمتضررين، وقد تم تقسيم البعض منها والتي لا تتماشى وحقيقة التعويضات بشكل غير عادل وغير منطقي، حيث وقع التلاعب بأموال المجموعة واقتصر التقسيم على منح السكان الذين ينتمون إلى التجمع المنحل والذين لديهم علاقات بهذا الحزب القذر في وقت كانت فيه الحاجة ماسة إلى أن يقع تمكين الحالات الأكثر تضررا والتي تستحق فعلا التعويض». ويختم أصحاب الرسالة قولهم «وأمام ما تعرضنا إليه من تجاوزات خارقة، فإننا نرفع صوتنا باعتبارنا سكان أعرق حي سكني في الجمهورية التونسية مازال يعيش تحت ممارسات النظام السابق المنحل التي تصب في الإقصاء، على أن يقع فتح تحقيق في الغرض وأماطة اللثام على جميع التجاوزات التي تعرضنا إليها». هذا ما جاء في نص الرسالة، وبعيدا عنها، نشير إلى أن أهالي حي السلطنية أو التعويضي بصفاقس فعلا عاشوا الأمرين بفعل هندسة قديمة وخاطئة لمصبات المياه، فهم يعانون مع كل قطرة غيث مشاكل كبيرة تضطر بعضهم لقضاء ليلة كاملة بلا نوم فوق الأسطح، فالمياه تداهمهم وتتلف أملاكهم وتتسبب في تصدع منازلهم، وهي نوعية من المشاكل التي طرحناها في أعمدة «الشروق» في وقت سابق ودعمنا كل المواضيع بالصور، إلا أن السلط المحلية كانت وقتها تتصرف وفق عقلية سياسية بائدة تقوم على تسويف السكان وتهديد الإعلاميين .. وأذكر جيدا انه تبعا لمقال يخصّ حي السلطنية أو الحي التعويضي، تمت دعوتنا رفقة أحد الزملاء من جريدة الصباح، وقد كانت نغمة الولاية تبدي التفهم وتستبطن الوعد الوعيد المغلف .. وكانت من نتائج المقالات الكثيرة والشكاوى المتعددة ما يقارب ال90 ألف دينار كتعويضات، وهو مبلغ ضعيف للغاية مقارنة بالصور التي أرفقناها بالموضوع والتي تصور الجدران المتصدعة والأسقف التي ستسقط على رؤوس أصحابها. والأغرب من ذلك أن المنازل التي يستحق فعليّا أصحابها التعويضات ولم يتحصلوا على مستحقاتهم المشروعة وهو ما يؤكد صحة ما جاء في نص رسالة حي السلطنية بصفاقس الذي يضم وجوها وطنية ساهمت في الثورة وإزاحة النظام السابق البائد، والمطلوب اليوم فتح تحقيق صادق لمتابعة التجاوزات ومنح العائلات تعويضات عن ممتلكاتهم التي أتلفت ومنازلهم التي تصدعت . وفي انتظار ذلك، نلفت أنظار المسؤولين الحاليين إلى ان مشكلة الأمطار مع حي السلطنية مازالت قائمة، فالنظام السابق لم يحل الإشكال واكتفى بالتسويف والوعود الزائفة، والمطلوب اليوم التعجيل بإصلاح مشاكل صرف المياه مع تخصيص ميزانية محترمة لا 90 ألف دينار للتعويضات التي هي من حق المتضررين .