هذه قناة عليها أن تعدّل أوتارها، وأن تحترم المحيط الذي تبثّ منه وإليه، وأن تطلّق الاسفاف والهراء،خصوصا والانفلات، الذي قادها إلى الترويج للكلام البذيء، والايحاءات اللامحترمة، والخطاب الهابط. وإذا كان لها تعريف خاصّ للاعلام، ونظرة معينة إلى الأخلاق، فالأجدر أن تحتفظ به لنفسها، لأن ما تفعله لا يليق، ولأن الحرية نفسها قيمة بقدر ما تتسع بقدر ما تضيق أيضا. وبما تبثه هذه القناة، وما تنفلت فيه، فإنها تلغي كل حوار معها أو حولها، وتجعلك رافضا لما تروّج له، مستنكفا عن ايجاد أعذار لها، ناظرا بعين الريبة إلىِ ما تقوم به. وتلك للحقيقة نهاية طبيعية لانفلات بلا حدّ، ولإسفاف متواصل، يحاصرانك فلا تجد إلا التعبير عن الضيق والتبرّم، فما يخلفانه بمبالغتهما يوصدان أمامك كلّ باب للهدوء، والنّقد المتبصّر. وإذا كانت هذه القناة تريد أن تتميّز، وأن تختلف عن بقية القنوات، فإنها لن تتميّز بما تبثه الآن، إلا بالمعاني الشاذة للتميّز، وإلا بقاعدة خالف تعرف. لكن بماذا؟ ولن يكفي القول إن بين المشاهد والقنوات عموما مجرد زرّ يضغط عليه، فيحوّل وجهته، فهذا الكلام لا يختلف عن القول إن بين المستهلك والتاجر الذي يغش أو يتلاعب بالأسعار، تاجرا آخر يمكن أن يتعامل معه. ولا يكفي القول أيضا إن المشاهد أمامه قنوات تبث ما هو أفظع، ففي هذا القول أيضا سخف إضافة إلى أنه يتناسى بل وينسى لمحدوديته وضيق أفقه، ان البون شاسع بين التأسيس للفظاعة، بمعان محلية، وبوسائل إعلامية ثقافية محلية، وبخطاب محلّي، وبين التأسيس لذلك كلّه بما لا يمتّ إلى المحلية بصلة. فالأولى تشرّع وتؤسّس وتصيغ سلوكا، والثانية لا يتعدى فعلها التأثير البعيد، والتشويش الذهني والسلوكي السطحي. فالخطاب «الوطني» (أي المحلي) إذا ما بث شيئا شرّع له، وإذا ما روّج له دعا إلى تبنّيه، وإذا ما ردّده تجذّر وتجاوز السطح. ونحن في تونس، مازلنا في طور يفرض أن تقوم وسائل الاعلام بوظيفة تربوية، وأن تهتمّ بصناعة الوعي، وأن يكون مرادها المساهمة في بناء الإنسان، فنحن تونسيون ولسنا إيطاليين أو فرنسيين أو هولنديين حتى تستنسخ وسائل إعلامنا قشور ما يهضمه الرأي العام في بلدان أوروبية تربطنا بها عدّة أواصر، ويفكّ ارتباطنا بها ما لا يحصى ولا يعدّ، ونلتقي معها ثقافيا في أشياء ونختلف في الكثير منها، وتبهرنا في بعض ما أنتجته وتنتجه، وتنفّرنا من البعض الآخر. نتمنى على القائمين على نسمة أن يرتقوا بها إلى دلالات الاسم، حتى نستنشق ما يشرح الصدر، وما يطيّب النفس، وما يطرب الوجدان.. ونتمنى لها فوق ذلك كل النجاح وطريقه واضح فهي وسيلة إعلام تونسية مغاربية يسرّنا أن نراها في أبهى صورة، وأن نفتخر بما تقدّمه، وأن نعتزّ بما تبثّه. فليس غرضنا إلا تقويم ما أعوّج منها. مجلة «التلفزة التونسية» تكشف عن الاعمال الدرامية لرمضان القادم كشف العدد الجديد من مجلة «التلفزة التونسية» الصادر بتاريخ 13 فيفرى 2010 عن الاعمال الدرامية التي تعتزم انتاجها هذه المؤسسة خصيصا لشهر رمضان القادم على قناتي تونس 7 وقناة 21 وفي هذا الاطار تم الاعلان انه وقع الاختيار على نص للسيناريست عبد القادر بن الحاج نصر ويحمل عنوان «مليحة» وهو مسلسل اجتماعي في 15 حلقة . كما ستنتج التلفزة سيتكوم «مفتاح في دقيقة» نص وحوار الفنان يونس الفارحي الذي يدخل مجال الكتابة للتلفزة للمرة الاولى وتقوم فكرته الاساسية على الحديث عن امال واحلام ومشاغل الفنانين التونسيين اضافة الى سيتكوم «دار الخلاعة» لحاتم بالحاج الذي سبق له ان كتب سيناريو «شوفلي حل». ضمن ركن «الحدث» تطرقت المجلة الى المقدمة التي كتبتها السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية ورئيسة منظمة المرأة العربية لكتاب «العنف ضد المراة» والذي صدر مؤخرا عن منشورات صوت المرأة العربية. كما اهتمت المجلة بنشر التقرير الذي أعدته اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية التابعة لاتحاد اذاعات الدول العربية حول «البث الفضائي العربي سنة 2009». وخصص ملف العدد لتغطية مهرجان الموسيقي الآلاتية الذي أقيم من 5 الى 13 فيفرى الجاري كما احتوى على حوار مع المنتج والمخرج محمد المختار الوزير وعلى بورتريه للفنان المسرحي توفيق الجبالى. واستضاف ركن «وجه من التلفزة» يسر الحزقي مقدمة برنامج «همزة وصل» الذي يبث على قناة تونس7 اضافة الى متابعات للاحداث الثقافية على غرار مسرحيتي «إيجا وحدك» لريم الزريبي و«فرصة لا تعاد» لسعاد بن سليمان وتغطية لفعاليات الملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي فضلا عن ركن «شخصية في الذاكرة» الذي يعنى بكوكب الشرق أم كلثوم التي «ملأت الدنيا وشغلت الناس» كانت محور ركن «شخصية في الذاكرة».