ثلاث محطات فقط أصبحت تفصل المنتخب الوطني لكرة اليد عن استعادة تاجه الافريقي الذي خسره في لواندا سنة 2008... على غرار الدورة الماضية جاء منتخبنا الى الدورة 19 في ثوب المرشح الأبرز للصعود على منصة التتويج والفوز باللقب... اكتمال المسيرة لتكون مظفرة في نهاية المطاف رهين بعض التفاصيل فنيا وبعض الحظ أيضا ففي الكرة الحظ جزء من حسابات النجاح... اليوم سيكون زملاء وسام حمام على بعد خطوتين من الدور النهائي ولئن كان المنافس الجزائر فان من يريد الوصول الى هدفه عليه أن ينتصر ويمر وأن يكون الأقوى والأفضل... تاريخ المواجهات بين المنتخب الوطني ونظيره الجزائري خلال السنوات الأخيرة يقول ان اليد الطولى كانت لتونس... لا بل أن مباراة «الكان» الماضية في أنغولا شكلت درسا قاسيا للجزائريين حيث خسروا بفارق عريض أمام منتخبنا في نصف النهائي وهذا ما جعل المدرب الحالي يعود في اختياراته البشرية الى أصحاب الخبرة والصنعة الكروية... الشيء الثابت مع ذلك أن مباراة هذا المساء ستكون مختلفة تماما عن تلك التي أشرنا اليها فالمنتخب الجزائري استعد على قدم وساق منذ ستة أشهر لهذا الموعد القاري والوجه الذي ظهر به الى حد الان طيب جدا ان لم نقل انه كان ممتازا وهذا ما يفسر انتصاره في اللقاءات الثلاثة التي خاضها خلال الدور الاول دون أدنى صعوبة... مع صالح بوشكريو رأينا أيضا عودة الى ثوابت المدرسة الجزائرية أي تركيزا كبيرا على الناحية الدفاعية وقد كانت النتائج واضحة حيث خرج زملاء الطاهر لبان بأفضل دفاع في المرحلة الأولى للبطولة فيما كان منتخبنا الأفضل على الصعيد الهجومي... هل ستكون إذن مباراة الدفاع ضد الهجوم؟... نعم يمكن قول ذلك لكن السؤال المطروح ليس كيف سيدافع الجزائريون وإنما كيف سيظهر المنتخب التونسي دفاعيا وهو الذي قبل حصيلة كبيرة من الأهداف في شباكه لم تنزل مطلقا تحت العشرين هدفا في كل لقاء... المباراة الافتتاحية في الدور الثاني لابناء الان بورت... مع أنغولا ربما كانت أفضل من هذه الناحية وخصوصا خلال الشوط الأول حيث راينا منتخبنا يدافع بانضباط كبير امام منافس يملك فنيات ومهارات لا بأس بها... رأينا أيضا نجاحا ملحوظا في الهجمة المرتدة السريعة وفوجئنا بمحمود الغربي يتحول الى جناح أيسر... رأينا تغييرا في المراكز وتحسّنا في سرعة الهجوم المركّز والأمل أن تكون هذه النقاط الايجابية حاضرة في مباراة اليوم وان تكون النجاعة أكبر في الخط الخلفي وان ينجح مقايز ويعطي حمام الاضافة التي نتوقعها منه في الجانب الهجومي فهو لم يدخل بعد في صميم الموضوع... وهذه من مميزات حمام الذي لا يخرج من قمقمه إلا أمام المتخبات «الكبرى» أو المنافسة تقليديا للمنتخب التونسي ومن أبرزها طبعا المنتخب الجزائري. تخوف مشروع لم يتردد المدرب الجزائري صالح بوشكريو في التاكيد على صعوبة مبارة اليوم مع تونس التي حافظت على ركائزها الاساسية منذ مونديال 2005...بوشكريو الذي يعرف اليد التونسية جيدا جدد التأكيد على أن المنتخب الجزائري سيلعب مع تونس دون ضغوطات باعتبار وأن الهدف الذي جاء من أجله الى القاهرة على وشك التحقق ويعني الحصول على المركز الثالث والترشح الى بطولة العالم المقبلة... هو يقر أيضا بان المنتخب التونسي أقوى على الورق وله أسبقية معنوية لكن حساب الكلام ليس كحساب الميدان وبالتالي تبقى الجزائر عقبة صعبة في طريق المنتخب الوطني وإن قال اللاعب المخضرم الطاهر لبان أن تونس من أفضل المنتخبات في العالم وليس في إفريقيا فقط وأكد على صعوبة المهمة أمامها... قلنا أن الكلام قد يكون للاستهلاك الاعلامي فقط فهل أن لاعبينا مدركون لهذه الحقيقة أي لصعوبة المهمة مساء اليوم... سليم الهدوي يؤكد على أن الحديث عن مباراة في المتناول أمام «الجار» الجزائر لا يستقيم اطلاقا لأن التجربة علمتنا أن مثل هذه اللقاءات لا تخضع للاحكام المسبقة وان المنتخب الجزائري وحتى في أسوإ حالاته يبقى منافسا مشاكسا ليس من السهل الفوز عليه... ما هي الطريقة المثلى إذن لكي ننتصر ونخرج بأخف الاضرار من هذه المواجهة... جلال التواتي يرى ضرورة أن نلعب بسرعة وننوّع في العمل الهجومي بالذهاب الى الاطراف لأنه سيكون من الصعب اختراق المحور الجزائري... بقي أننا ننتظر اليوم وسام حمام ليضيف شيئا من عنده مثلما فعل في أنغولا 2008.