1 نادرا ما يلتفت المشرفون على الملتقيات الأدبية عندنا إلى القصة حتى أن الملتقيات التي تختص بالقصة في بلادنا لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة والحال أن هذا الجنس الأدبي مزدهر في بلادنا وأصابع أهل القصّة لا تهدأ.. وساحتنا القصصية تعج بالقصّاصين ولكنهم يقبعون بعيدا عن الضجيج.. ليس لدينا اهتمام كبير بالقصة ورجالها فلقد اقتصر الاهتمام على الشعر والرواية.. وهو اهتمام لا يثير الحسد على كل حال ورغم هذا فالنظر إلى المدونة القصصية يكشف أن لدينا العديد من الأصوات الجيدة وان النص القصصي عندنا فيه الكثير من الثراء ويحتاج إلى الغوص فيه والاحتفاء به.. نحتاج إلى الغوص في هذا الرصيد الكبير الذي يملأ المكتبة التونسية دون التفات في المستوى المطلوب.. وحتى الاحتفال بعلي الدوعاجي لم يرفع الغبار عن القصة التونسية التي تحتاج إلى كلام كثير.. أين الاهتمام النقدي بحسن نصر ويحيى محمد ومحمود بلعيد وبن الحاج نصر والميزوني البناني وآمنة الوسلاتي وريم العيساوي وغيرهم؟ 2 لم يلتفت إلا نفر قليل من المسؤولين الثقافيين أن القصة في حاجة إلى ملتقيات فكان عدد التظاهرات القصصية محدودا.. في القصرين بعث منذ أعوام ملتقى القصة العربية وانطلق مدويا لكن أخباره خفتت وفي قفصه ندوة القصة وفي نفطة أيام البشير خريف وفي الحمامات ملتقى نادي القصة وفي مساكن ملتقى القصة القصيرة.. وهو عدد محدود كما نرى.. 3 من هذه الملتقيات ملتقى مساكن الذي التأم مؤخرا في دورته الثامنة واهتم بالواقع والخيال في القصة التونسية وقد لفت انتباهي في هذا الملتقى إنه التزم الموضوعية فلم يقصر مداخلاته على دراسة تجارب محلية مثلما يفعل البعض وانما احتفت الدراسات بنخبة من الأصوات الأدبية في تونس.. (بن الحاج نصر محمود بلعيد فوزية العلوي منيرة الرزقي وآخرون). وهذا الحياد يحسب لهذا الملتقى ولهيئته ولمديره فتحي قلص الذي ترك انطباعات جيدة عند المشاركين.. لقد كانت مساكن محطة قصصية على مدى يومين ولعلها ضخت شيئا من الدواء في نفوس القصاصين التونسيين الحاضرين لأنها فتحت أمامهم أبواب السجال وقابلتهم بجمهور إيجابي حضر وساهم وناقش.. لم يغادر الجمهور بعد الافتتاح مثلما يحصل في ملتقيات أخرى ولكنه ظل يقاوم البرد بالقصة. وعموما فملتقى مساكن للقصة كان حدثا ناجحا وإضافة أخرى تستمر لتنعش القصة التونسية.