اندلعت أمس مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال الاسرائيلي في الخليل وعم الاضراب الشامل المدينة احتجاجا على قرار سلطات الاحتلال ضم الحرم الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح الى ما سمته «المواقع الأثرية اليهودية» في أجواء وصفها بعض المحللين بأنها تمهيد لانتفاضة ثالثة. فقد وقعت صدامات بين فلسطينيين وجنود الاحتلال وقام عشرات الشبان برشق حاجز للجيش الاسرائيلي بالحجارة ورد جنود الاحتلال بإطلاق الغاز المسيل للدموع وإلقاء قنابل صوتية كما استخدموا ايضا الرصاص المطاطي. اضراب .. وغضب وشهدت الخليل اضرابا شاملا استجابة لدعوة «فتح» احتجاجا على القرار الاسرائيلي بضم الحرم الابراهيمي ومسجد بلال المعروف بقبر راحيل الى «المواقع الأثرية اليهودية». ويقع قبر راحيل على مدخل بيت لحم قرب القدس والحرم الابراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية. وشمل الاضراب جميع مرافق الحياة في الخليل حيث أغلقت المدارس والجامعات والمتاجر أبوابها كما انطلقت في المدينة مسيرة لطالبات المدارس حملن فيها لافتات تندد بالاحتلال وممارساته القمعية تجاه المقدسات الاسلامية. وأفادت مصادر عسكرية اسرائيلية أن جيش الاحتلال عزز نشر عناصره على مداخل البلدة القديمة في الخليل تحسبا لتطور الأمور. وكانت شخصيات سياسية قد حذرت من العواقب الوخيمة لهذا القرار، في حين رأى محللون وخبراء سياسيون أن إقدام الصهاينة على هذه الخطوة يمهد الأجواء لاندلاع انتفاضة شعبية ثالثة. فقد أكد الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الاسلامي» ان القرار الاسرائيلي الأخير يعد بمثابة حرب جديدة تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني قائلا : «ان هذا تعد صارخ على جزء أصيل من التاريخ الإسلامي لذلك فان قرار ضم الحرم سيمثل تكريسا لاحتلال اسرائيل لأرضنا واستهانة بمشاعر شعبنا وأمتنا». وشدد عزام على أن ما قررته حكومة تل أبيب رسالة واضحة للعالم بأسره، الذي يتحدث عن التسامح تؤكد ان اسرائيل لا تضع اعتبارا لأي رمز مقدس لدى الفلسطينيين. تحذير وإدانة وقال أبو مجاهد الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية إن «أهلنا في الضفة الغربية، لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال هذه القرارات التعسفية التي تخرج حكومة اسرائيل المتطرفة بها على شعبنا على الدوام». ودعا الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية، السلطة الفلسطينية الى اطلاق يد المقاومة للدفاع عن المقدسات وحماية شعبنا وأهلنا في الضفة الغربيةالمحتلة، موضحا ان الوسيلة المثلى للتعامل مع غطرسة الاحتلال واجرامه لا تأتي الا عبر خيار المقاومة وليس عبر المفاوضات كما تراهن هذه السلطة. وكانت السلطة الفلسطينية أدانت بشدة القرار الاسرائيلي وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان على المجتمع الدولي ان يعتبر هذا القرار باطلا وغير شرعي خاصة أنه قرار استفزازي لمشاعر المسلمين في جميع انحاء العالم.