بقلم فاطمة بن عبد الله الكرّاي كانت في لقاء مباشر مع احدى المحطات الاذاعية الخاصة بتونس، حين بدأت، وفي معرض اجابتها عن سؤال في الغرض، تكيل الشتائم الى «ميادة بسيليس» المطربة السورية المعروفة بغنائها الطربي... وبتواضعها وبثقتها بنفسها... السؤال الموجّه الى «نانسي عجرم» من المنشّط، كان يهم رأيا نُسب الى ميادة بسيليس هو نوعية غناء ونوعية المغنين الذين تنتمي اليهم عجرم... فراحت المغنية اللبنانية تكيل التهم والتحليلات النفسية التي فيها استنقاص بل وتهجّم على الفنانة السورية التي أجمل ما غنّت في مجموعاتها التي أطربتنا ولا تزال: «مالي ومالي الناس»؟ شخصيا صُدمت من هذا الردّ، الذي جاء على لسان «نانسي عجرم» ولم تكن صدمتي في المغنية ذاتها... جاء ردّها وكأنه كلام معدّ سلفا، ولكن بدأت صدمتي تتلاشى، وأنا أستعرض شريط الأغنية في بلادنا العربية... الأغنية عندنا كما كل المجالات، لم تشذّ عن «الصعود» نحو الهاوية والفراغ... ما قالته «نانسي عجرم» عن ميّادة بسيليس، لا ينقص من قيمة الفنّانة، التي قد تكون بعيدة كل البعد عن هكذا تصريح... لكن جمل الاتهام المركّبة التي جاءت على لسان «عجرم» يمكن أن نقيس بها مستوى الفن ومستوى الثقافة... بين من يصدّعون آذاننا صباح مساء، باسم الفن والتجديد في الأغنية... لماذا لم تنأى «نانسي عجرم» بنفسها عن السقوط في الحضيض؟... لأنها لا تعلم ان الحضيض ليس له قاع... كان يمكن أن تجيب عن سؤال فيه تضمين لتصريح قد يكون صدر عن «بسيليس» أو لم يصدر، فتقول: «أنا لا أعتقد أن ميادة بسيليس تقول مثل هذا الكلام... فنحن كلانا، ينتمي الى وجهة مختلفة فى الغناء...» ويمكن ان تضيف «عجرم»: وأنا لا أجيب على مثل هذا السؤال، الا متى سمعت «ميادةبسيليس» تتفوّه بمثل هذا الكلام إما عن طريق الأثير، مثلي الآن، وإما عن طريق الشاشة التلفزية... أما، أن ترد «نانسي عجرم» على تصريح في صحيفة أو مجلّة، يمكن أن يكون صحيحا ويمكن أن يكون مفبركا وهذا، ما لا يمكن أن يقبله عقل... ثم ماذا يمكن لعجرم أن تفعل ان صحّ ان ميادة بسيليس لم تتفوّه بمثل ذاك الكلام في حق عجرم؟ أعتقد أن هذا الذي حدث وصدر عن «نانسي عجرم»، هو مثال، لما يحصل في مجالات عديدة... فنحن اليوم نشهد عصر التفاهات في جميع المستويات... وقد أحالتني تلك الكلمات المملوءة تحاملا وتجاسرا من مغنية تجاه فنانة على بيت شعر، هو صالح لكل مجالات الابداع... من السياسة الى الثقافة الى كل مجالات الفنون جميعا... هذا البيت يقول: ملأى السنابل تنحني بتواضع