وفاة الشهيد عبد الرحمان مامي أحدثت بلبلة في البلاد وزاد اصرار الحركة الوطنية على مواصلة النضال لدحر الاحتلال حتى وإن استشهد الواحد تلو الآخر. وذكر السيد منذر مامي أن الأمين باي أرسل زوجته وأبناءه للعزاء ثم جاء المقيم العام الفرنسي piérre voizard للعزاء باسم الحكومة الفرنسية كما قدم كذلك العزاء للباي على خلفية أنه طبيبه الأول وبعد يومين من وفاته تلقت عائلة الشهيد رسالة من الحبيب بورقيبة قال فيها: «عبد الرحمان مامي مات في سبيل تونس وهذا يعطينا القوة والحافز المعنوي للمقاومة». وتذكر ابن الاثني عشر ربيعا أن المنزل كان يعج بالمعزين من الصباح الى الليل ثم تلقت العائلة مرة أخرى رسالة من ساسي الأسود تضمنت أن اغتيال الشهيد مامي منحهم قوة المقاومة وأنهم تمكنوا من الأخذ بالثأر بقتل طبيب فرنسي. وكانت الجنازة غير عادية من حيث العدد وحضور النساء وأضاف أن بورقيبة كرم الشهيد من خلال الحرص على تدشين مستشفى عبد الرحمان مامي وعدم تكليف شخص آخر. وأشار الى أنه التقى الحبيب بورقيبة خلال سنة 1970 بقصر قرطاج عند الاحتفال بعيد الجمهورية بينما كان جالسا الى الشاذلي خلادي (من الحزب القديم) لما سلم على بورقيبة قال إنه ابن الشهيد عبد الرحمان مامي فقال بورقيبة «اليد الحمراء قتلتوا». وكان السيد فؤاد المبزع واقفا الى جانبهم. أدلة أخرى ولم يكن بورقيبة هو الوحيد الذي دل على أن اليد الحمراء كانت وراء اغتياله بل توجد أدلة وحجج أخرى. وذكر السيد منذر مامي أنه من هذه الأدلة أن السيدة قليبي رأت السيارة التي اغتالت الدكتور عبد الرحمان مامي لأنها كانت حينها مارة من نفس النهج رفقة ابنتها زوجة السيد صالح الأدغم وذكرت أن السيارة الحاملة لعصابة اليد الحمراء بعد أن نفذت العملية مرت بجانبها ووجه أحدهم بندقيته نحوها فكلمت ابنتها الشقراء باللغة الفرنسية حينها عدلت السيد الحمراء عن اغتيالها وقال ماسك البندقية للسائق: «c'est des gens de chez nous démarre» أي أن المرأة والفتاة من أصل فرنسي ومن الأشياء الأخرى التي يذكرها جيدا أن اليد الحمراء أرادت سنة 1956 ضرب شعبة بن عروس وكان أحد المناضلين التابعين للحزب بصدد حراسة الشعبة وفي يده سلاح وعندما وجهت اليه اليد الحمراء الضربة وسقط أرضا رد الفعل فضرب أحد عناصرها ورآه يسقط داخل السيارة . وعندما حملوه الى المستشفى قال إنه ضرب أحدهم ورآه يسقط داخل السيارة فقام المرحوم الطيب المهيري بمحاولات بحث عن هذا الفرنسي الذي تلقى ضربة من مناضل الشعبة فلم يجده بالمستشفيات كما اتجهوا نحو المقبرة للإطلاع على المقابر الجديدة وحصلوا على تصريح لإخراج الميت الجديد وتوجه سعيد المستيري نحو القبر فوجدوا الميت مضروبا برصاصة رغم أن وثائق الدفن تضمنت أنه كان ميتا ميتة طبيعية. وأضاف أن الحكومة الفرنسية متورطة أيضا في الأعمال الإرهابية لليد الحمراء حيث تبين أن نائب رئيس بلدية المرسى الفرنسي متورط في مساعدة اليد الحمراء من خلال قبول الشخص الذي طالته رصاصة مناضل الشعبة في منزله ليلة الواقعة ولما تم استدعاؤه للتحقيق دخل في نوبة عصبية فقرروا حمله الى مستشفى الرازي بمنوبة ومن ثمة ترحيله الى فرنسا. وذكر السيد منذر مامي بأنه قرأ كثيرا عن اليد الحمراء التي عششت في تونس والمغرب والجزائر ولا زال يبحث عن المزيد من الحقائق والأدلة التي تؤكد تورطها في اغتيال الشهيد عبد الرحمان مامي. ويطالب كل الهياكل المعنية بما فيها السلط الفرنسية بفتح الملفات من جديد ومحاسبة المتورطين. انتهى