يمثّل الاعتزال نقطة تحوّل صعبة ومريرة في حياة لاعب كرة القدم خاصة اذا كان عشق الكرة يجري في عروقه ويعايشه لحظة بلحظة منذ 18 سنة مضت كأحمد الجواشي الحارس الحالي لفريق «بوقرنين» والمتوّج سابقا بكأس وبطولة تونس بألوان النادي الصفاقسي عامي 2004 و2005 على التوالي ويحمل في جرابه أيضا مشاركة في كأس العالم مع المنتخب الوطني عام 2002. أحمد الجواشي المولود في 13 جويلية 1975 تجاوز عقبة السن والتحق بفريق «بوڤرنين» عندما وقّع عقدا لفائدته يمتد الى غابة 30 جوان القادم. تضحية وتألق... عندما التحق أحمد الجواشي بفريق «بوڤرنين» توقع له الجميع بفشل ذريع خاصة بعد ابتعاده عن الملاعب لمدة ثلاثة أشهر!! ومع ذلك فإنه اجتهد وثابر واستعاد البريق من جديد خاصة في ظل العمل الجبّار الذي قام به مدرب الحراس «عادل بن منصور» وسرعان ما تمكن الجواشي من الظفر بمكان له ضمن التشكيلة الأساسية وتألق بشكل لافت للانتباه خلال كل المقابلات التي خاضها (أمام الترجي والنادي البنزرتي والنادي الصفاقسي والملعب التونسي والنادي الافريقي) وتميز الجواشي بروح عالية من المسؤولية والوعي والانضباط ولم يفكر في الجوانب المادية وأكبر دليل على ذلك أنه لم يتسلم الى حد اللحظة سوى قسط واحد من مستحقاته المتخلدة بذمة الفريق وعددها أربعة أقساط قرار الاعتزال... سبق وأن صرّح المدرب الفرنسي جيرار بوشي ل«الشروق» أنه عمد الى خلق أجواء متميزة من التنافس بين اللاعبين في مختلف المراكز وهذا التنافس أدى بشكل طبيعي الى جلوس الجواشي على بنك الاحتياط وهو ما لم «يهضمه» بحكم المردود الغزير الذي قدّمه طيلة المقابلات التي شارك خلالها وهو ما حزّ في نفس الجواشي وجعله لا يتردد لحظة واحدة في حزم حقائبه والعودة الى منزله بصفاقس. الجوّاشي يعدل عن قراره حرصا من الهيئة المديرة للفريق على المحافظة على الاجواء الطيبة داخل الفريق اتصل السيد منجي بحر بأحمد الجواشي وطلب منه العودة على الفور الى الضاحية الجنوبية فاستجاب الجواشي لهذا الطلب المباشر من رئيس الفريق وبمجرد عودته الى الضاحية الجنوبية اجتمع احمد بأعضاء الهيئة المديرة وتم الاتفاق بشكل نهائي على مواصلة المشوار فالتحق الجواشي بتمارين الفريق وعادت المياه الى مجاريها في انتظار ان يستعيد جاهزيته انطلاقا من مقابلة الفريق أمام القوافل الرياضية بڤفصة. الخروج من الباب الكبير وطموحات سياسية أحمد الجواشي وبعد مسيرة 18 عاما كحارس مرمى وعدة محطات كروية (النادي الصفاقسي والقوافل بقفصة والاتحاد المنستيري والنجم ونادي حمام الانف حاليا) يريد الخروج من الباب الكبير خاصة وانه مقدم على خوض غمار الحياة السياسية حسب ما علمته «الشروق»... وللحديث بقية.