كان ينظر الى إبداعات عمّه بوبكر الزيتوني بعين الحالم، كان همّه الوحيد حراسة شباك النادي الافريقي، فبدأت أحلام أنيس المولود في 8 نوفمبر 1982 تتحقق عندما التحق بشبان الاحمر والابيض، كان يملك كل خصال الحارس الناجح، لكنه في المقابل بقدر ما كان هادئا الى درجة السكون التام بقدر ما يتحول في لحظة الى إعصار جارف من الغضب الذي قد يطال الكرة نفسها أو أحد المسؤولين أو رفاقه وحتى سيارته الخاصة في عدة أحيان... في الوقت الذي ركن فيه فريق الاكابر لراحة سلبية مدتها ثلاثة أيام قبل استئناف التمارين بداية من الامس، فإن فريق الاواسط بقيادة المدرب نبيل طاسكو ومساعده سليم التونسي استقبل فريق ترجي جرجيس في مقابلة متأخرة لحساب البطولة الوطنية وانتهت المقابلة بالتعادل الايجابي هدفا مقابل هدف. وسجل هدف نادي حمام الانف أسامة البجاوي وقد عبّر مدرب الفريق نبيل طاسكو عن استيائه من مردود الحكم، يذكر أن فريق الاواسط يحتل المركز الخامس برصيد 36 نقطة. صراحة أنيس وجرأته الفائقة على نقد الآخرين عجّل برحيله من حديقة منير القبائلي فقادته رحلة التجوال والترحال الى أكثر من فريق، وصولا الى فريق «بوڤرنين» ولكن شاءت الاقدار مرة أخرى أن يتهجم على زميله في الفريق أحمد الجواشي في بحر هذا الاسبوع، ومع ذلك فهو يعتبر أنه مقتنع بكل كلمة قالها تجاه الجواشي ولم يردد سوى هذه الكلمات: «سأبقى صريحا شئتم هذا أم أبيتم»، «الشروق» حاورت أنيس فأكد ما يلي: في البداية، كيف تقيّم الوضعية الحالية للفريق بعد مرور سبع جولات من مرحلة الاياب؟ فريقنا لم ينهزم سوى في مقابلة واحدة أمام الاولمبي الباجي بالرغم من أنه كان بإمكاننا الخروج بنتيجة المقابلة أو حتى بالتعادل على أقل تقدير، ومع ذلك فإن المقابلات القادمة كافية للتدارك مع العلم أننا نعتبرها بمثابة مقابلات كأس أي أن فريقنا مطالب بتحقيق الانتصارات في كل المقابلات. لكن تنتظركم مقابلة صعبة أمام صاحب الصدارة، الترجي، فهل بإمكانكم الصمود أمامه؟ فريق نادي حمام الانف بإمكانه الانتصار على جميع الفرق دون استثناء، ألم يسبق أن تعادلنا مع الترجي خلال الموسم الماضي وأحرجناه أمام جماهيره. لئن تألقت بشكل لافت خلال الجولات الخمس الاولى فلم تتلق شباك الفريق سوى هدف وحيد فإنها تلقت أربعة أهداف خلال الجولتين الماضيتين، فهل من تفسير لذلك؟ أظن أن الاخطاء لا يتحمّلها حارس المرمى فحسب بل الفريق بأكمله بداية من المهاجم المطالب بافتكاك الكرة وصولا الى المدافعين فحارس المرمى ومع ذلك فقد قمت بواجبي منذ عودتي الى التشكيلة الاساسية بعد أن تخلصت نهائيا من مخلفات الاصابة. هل تجمعك علاقة خاصة بمدرب الحراس عادل بن منصور؟ هي علاقة طيبة وهنالك انسجام كبير علىمستوى تدريبات حراس المرمى سواء محمد أو ياسر تحت اشراف عادل بن منصور وأظن أن هذا الثنائي يمثل المستقبل الحقيقي للفريق على مستوى حراسة المرمى. لكن يبدو أن علاقتك متوترة مع الحارس أحمد الجواشي منذ التحاقه بالفريق، بل إنك لم تتردد في التهكم عليه وعيّرته بتقدمه في السن، فما تعليقك على ذلك؟ صدقني ليس لدي مشكلة مع أحمد الجواشي وكل ما في الامر أنني كنت مصابا ولكن كان من الطبيعي أن أستعيد مكاني ضمن التشكيلة الاساسية بمجرد تخلصي من الاصابة لكن يبدو أنه لم يستسغ الامر... أريد أن أقول للرأي العام إن الزيتوني لا يرتكز في حراسة المرمى سوى على امكاناته فحسب فليست لدي علاقة خاصة بالمدرب أو بأي شخص آخر... مع العلم أن الجواشي هو من بدأ الامر. لكن ألم يكن أجدر بك أن تلتزم بالهدوء مراعاة لمصلحة الفريق أولا واحتراما لمسيرة زميلك التي ناهزت 18 عاما؟ 18 عاما!! عتوڤة لا يملك تجربة كهذه التي بحوزة الجواشي!! كل ما أعرفه أنني الاجدر بحراسة شباك «الهمهاما» فالماضي لا يكترث أحد لامره وإنما امكانات الحارس في الوقت الراهن تبقى المحدد الاساسي لجدارته بالتواجد ضمن التشكيلة الاساسية... أما عن التجربة فأنا أتمتع بتجربة ثرية وأنيس الزيتوني يعرفه القاصي والداني من بن ڤردان وصولا الى بنزرت، ويكفي أنني أفاخر بالانتماء الى عائلة الزيتوني. بعض الجماهير تتهمك بعدم الانضباط داخل الميدان وخارجه، فما تعليقك على ذلك؟ إنه كلام مردود على أصحابه فمن يواكب التمارين سوف يشاهد الجدية التي ميزت مردودي والامر نفسه خلال المقابلات وخارج الملعب أيضا... لكن ألم يكن عدم الانضباط وراء مغادرتك حديقة منير القبائلي؟ أظن أن النادي الافريقي صفحة وطُويت فأنا أعشق الافريقي الى حد الهوس وسأظل أعشقه الى حد الممات لكن ثلة من المسؤولين في النادي لم ترق لهم صراحتي وعدم سكوتي عن الحق فغادرت الفريق... مع العلم أنني عندما أواجه الافريقي لا أعترف بالالوان... فعند المواجهة لا أعرف حتى «أبي»... تصر طائفة من جماهير «الهمهاما» على احترازها تجاه الطريقة التي تتصدى بها للكرة (على أكثر من مرة)؟ نعم، وذلك لأن القفاز يحتوي على مادة «الصابون»... إن العارفين بكرة القدم وبحراسة المرمى وحدهم يدركون حقيقة الامكانات التي بحوزتي. نترك لك كلمة الختام... ماذا تقول؟ أريد أن أقول إنني أمارس كرة القدم للاستمتاع فحسب وليس لهثا وراء المال... فكرة القدم أعتبرها مجرد «كيف»... ولا أفكر في الوقت الراهن سوى في المساهمة في إنقاذ «الهمهاما» ثم التفرغ الى تجهيز المستلزمات الخاصة بزفافي خلال الصائفة القادمة.