مثل أمام الدائرة الجنائية بمحكمة المنستير مؤخرا شابان بتهمة السرقة من محل مسكون باستعمال التسور اثر تعمدهما تسلق سور احد المنازل والاستيلاء على دراجة ضخمة كان صاحبها قد تركها بالفناء. وكان المتضرر في قضية الحال خرج في الصباح الباكر من منزله الكائن بالمنستير صحبة زوجته وابنه متوجهين نحو العمل والمدرسة وقد ترك ربّ الاسرة دراجته النارية الضخمة بفناء المنزل بعد أن أحكم شدها بسلسلة حديدية وقفل كبير تحسبا لاي طارئ، وفي حدود الحادية عشرة صباحا عاد على غير عادته لقضاء شأن ما، وما ان وطأت أقدامه المنزل حتى صعق من هول المفاجأة إذ أنه لم يعثر على دراجته النارية ووجد السلسلة الحديدية والقفل مقطوعين فأسرع نحو مركز الأمن حيث رفع قضية في الغرض دون ان يوجه شكوكه الى طرف معيّن. عاين أعوان الأمن آثار قطع السلسلة الحديدية والقفل وحصلت لهم قناعة بأن الجاني او الجناة على معرفة دقيقة بالمكان وبتوقيت خروج ورجوع سكّانه، فتكثّفت الأبحاث حول سكان الحيّ وبسؤال بعض عملة البناء الذين صادف وجودهم في حضيرة بناء بالمكان أدلى أحدهم بشهادة على غاية من الأهمية ستشكل خيطا يوصل اعوان الامن الى كشف الحقيقة، فقد أفاد هذا العامل بأنه شاهد حوالي الساعة العاشرة صباحا شابين يدفعان دراجة نارية ويحاولان تشغيلها ثم اتجها بها خارج الحي، وقدم العامل أوصاف الشابين بدقة كبيرة فانطلقت الابحاث عنهما الى أن أمكن حصر الشبهة في جار زاعم المضرة، وبجلبه الى مركز الامن أنكر أي علاقة له بالقضية ولكن تعرف عامل البناء عليه اربكه فلم يجد غير الاصداع بالحقيقة. وقد اعترف بأنه استعان بشاب غريب عن المكان يقيم بجهة سوسة كان تعرّف اليه منذ فترة وجيزة في أحد النزل، فعرض عليه فكرة سرقة الدراجة النارية فوافقه وقاما في ذلك اليوم بتسوّر الحائط وقطع السلسلة الحديدية التي تشدّ الدراجة النارية بمنشار صغير واخفياها بعد ذلك في منزل مهجور تمهيدا للتفريط فيها بالبيع لكن أعوان الامن كانوا أسبق اليها فأعادوها الى صاحبها وأحيل الشابان على أنظار المحكمة لمقاضاتهما من أجل ما اقترفاه.