بعد قرقنة، هاجم ليلة أول أمس الأحد البحر منطقة سيدي منصور بصفاقس مما أفزع الأهالي وخاصة منهم القاطنين على مقربة من الشواطئ .. الأهالي قالوا ل «الشروق» إن مثل هذه الظاهرة لم تسجل من قبل واعتبروها طفرة طبيعية ربما بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها العالم اليوم أو ربما كذلك بسبب عمليات الردم التي شملت أكثر من 420 هكتارا بطريق سيدي منصور لفائدة مشروع «تبارورة».. التفسيرات اختلفت وتنوعت، ومهما كان السبب سجلت منطقة سيدي منصور بصفاقس لأول مرة مثل هذه الحادثة وهو ما ينسجم في معناه العام مع المتغيرات المناخية الحاصلة اليوم والتي قال الخبراء انها ستأتي على جزء من سواحلنا التونسية .. أنابيب صرف المياه «الشروق» تحوّلت على عين المكان لنقل الصورة الحقيقية لهذه الطفرة المناخية التي تنبهت لها الجهات المعنية بعد قرار الرئيس زين العابدين بن علي في اجراء دراسة كاملة لحماية سواحلنا التونسية التي أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى بسبب المتغيرات المناخية .. في طريقنا صبيحة يوم أمس الاثنين الى سيدي منصور الواقعة على بعد 13 كلم من قلب مدينة صفاقس، كانت الرياح تعصف على طول الطريق مما أجبر البحارة على الراحة خوفا من غدر الأمواج التي قد تفاجئهم وهم في عرض البحر .. في الطريق لم نلاحظ بالمرة دنو البحر من اليابسة أو مهاجمته للمنازل، لكن بوصولنا الى ما بعد الولي الصالح سيدي منصور أي بالنقطة الكيلومترية عدد 14 «منطقة حقونة» فوجئنا بالبحر يقسم الحي السكني الى منطقتين ويهاجم أعمدة الكهرباء ويغطي أسفلها بالكامل .. محمد شلبي، بحار قاطن على مقربة البحر منذ ولادته، قال ل «الشروق» ان مثل هذه الظاهرة لم تحدث من قبل بمنطقة سيدي منصور، مضيفا « لقد فوجئنا ليلة البارحة – الأحد ليلا – بهجمة بحرية أفزعتنا وعطلت نشاطنا البحري ..قد تكون الأسباب ما يتداوله العالم حول التغيرات المناخية، لكن قد يكون السبب محليا أي عمليات ردم البحر بمنطقة «تبارورة» والتي قد تكون الدراسة فيها تحتاج الى مزيد التعمق .. السيد محمد شلبي استغل وجود «الشروق» بمنطقة سيدي منصور ليروي حكاية لا تقل غرابة من الأولى، ففي تلك المنطقة انفلقت أنابيب صرف المياه المستعملة التابعة لديوان التطهير منذ أشهر عديدة، لكن رغم لفت النظر ورغم التشكيات ما زالت الأنابيب على حالها تفرغ أوساخها على الشاطئ عوضا أن تغوص في عمق البحر .. طفرة بحرية ... وهو يناشد الجهات المسؤولة التي زارت المكان في أكثر من مناسبة لكنها آثرت على حد تعبيره أن تترك الحال كما هو حتى يهاجم البحر منطقة سيدي منصور ويطفح الموضوع على الساحة .. البحار فتحي له تفسير آخر مغاير تماما، فهو يرى أن توسع اليابسة على البحر بمنطقة تبارورة «ضايق» هذا الأخير فهاجم منطقة «حقونة» مضيفا أن الأمر بات يحتاج الى دراسة علمية كاملة تضع في اعتبارها حركة المد والجزر حتى لا تحصل مثل هذه الطفرات البحرية لاحقا .. ويؤكد السيد فتحي شلبي أن البحر تقدم بأكثر من 7 أمتار في ليلة واحدة، لكنه تراجع فجرا مما يعني امكانية تقدمه مرة أخرى.. وفي انتظار ذلك هو يناشد الجهات المعنية بالاسراع في الدراسات التي أذن بها الرئيس زين بن علي للحد من ظاهرة هجمات البحر كما وصفها .. وبعيدا عن هذه الآراء التي رواها لنا العديد من المتساكنين بالمنطقة، نشير الى أن زيارة « الشروق» لسيدي منصور بصفاقس كشفت العديد من النقائص التي تحتاج الى مزيد الاهتمام، فقنوات أنابيب ديوان التطهير تحتاج الى الاصلاح الفوري، والجهات المعنية عليها مراجعة النظافة والانارة بهذه الضاحية الشمالية لمدينة صفاقس ..