عقوبات ذكية .. هكذا وصف الفرنسيون و الروس والامريكيون العقوبات التي يريدون فرضها على ايران. ولكن ما المقصود بالضبط .. ذكاء أم دهاء عقوبات تلعب الشطرنج وتحل المعادلات الرياضية المعقدة ام مجرد كلمات للنفاق بعد العقوبات التي دمرت العراق؟ وقبل العقوبات حصلت على صفة الذكاء أسلحة وقنابل وصواريخ وغارات .. كما حصل عليها افراد يصارعون من اجل البقاء.. والاصرار على العقوبات الذكية يؤكد بالضرورة وجود عقوبات غبية او بلهاء او بليدة او حمقاء. وفي الواقع لا يوجد جدار فاصل بين ما أو «من» هو غبي وما (من) هو ذكي وأحيانا يكون الغباء ذكاء بينما يكون الافراط في استعراض الذكاء من الأدلة على الغباء .. بل ان حكايات جحا تؤكد انه «ليس كل غبي غبيا وليس كل ذكي ذكيا». ثم ان الغباء والذكاء درجات وقد سبق لاستاذ الشطرنج العالمي الآذري غاسباروف ان هزم الكمبيوتر، وانهزم ضده... والعقوبات الذكية على ايران تعني على حد قول المنظرين لها عقوبات تطال القيادة الايرانية وتحديدا الرئيس نجاد ولا تؤثر اطلاقا على 99.99 بالمائة من الايرانيين. وعقوبات من هذا النوع كانت وستكون عديمة الذكاء لانها مستحيلة.. ولكن من أين لنا بذكاء أمريكا حتى ندلها على الطريق الصحيح ؟ ومع ذلك هناك طرق ناجعة وفعالة .. لأن مصالحة نجاد والتطبيع معه سيسقطانه لا محالة .. والمشكلة الأولى ان الولاياتالمتحدة ليست بهذا الغباء .. أما المشكلة الثانية (لأمريكا) فهي ان الايرانيين يلعبون الشطرنج بشكل جيد .. فهم الذين اخترعوه.