السياحة البيئية قادرة على تحقيق الاضافة للقطاع السياحي بالنظر الى المواقع الأثرية والطبيعية التي تزخر بها بلادنا لكنها ظلّت مهمّشة مقارنة بسياحة البحر والشمس ومستثمروها يعانون جرّاء الافتقار الى عملية التقنين. وتحدّثت السيدة منيرة بوقميحة رئيسة جمعية تنمية السياحة والمواقع ل«الشروق» عن السياحة البيئية في تونس قائلة: «بأنه قطاع واعد ويمكن أن يحقق الكثير للسياحة التونسية غير أنه يواجه حاليا عديد الاشكاليات التي يتعين على المسؤولين أخذها بعين الاعتبار». وأضافت أن السياحة البيئية تفتقر الى كراس شروط لتنظيم العمل لا سيما أن العديد من المستثمرين وضعوا أموالا طائلة غير أنهم لم يجدوا المردودية اللازمة كما أن الأرضية المادية لهذه المشاريع غير متوفرة. وأوضحت أن المواقع غير مهيّئة والنفاذ لها ليس سهلا. وأكدت أن السياحة البيئية في ظل عدم توفر إطار قانوني ظلت في مستوى المبادرات الخاصة والفردية. وأشارت الى ضرورة تدخل سلط الاشراف لتنظيم القطاع وحثّ المستثمرين على مزيد الاستثمار وليس العكس، وأعطت كمثال غلق المجال أمام المشاريع البيئية التي سيتمّ تركيزها الى جانب الغايات بسبب منع الدخول إليها. وذكرت في نفس السياق ضرورة مراعاة الجانب الاجتماعي بالأساس وذلك من خلال منح تراخيص بناء منزل لإيواء الراغبين في هذا النوع من السياحة لا يتراوح عدد الأسرّة فيه 10 أماكن فقط عوض المعمول به حاليا وهو 40 سريرا وفسّرت بأن السياحة البيئية ليست سياحة عدد كالسياحة التقليدية بل هي سياحة نوعية تعتمد على مجموعات صغيرة. سياحة فلاحية أفادت السيدة منيرة أن الرئيس زين العابدين بن علي أكد على الانتاج الفلاحي البيولوجي غير أن الفلاحة السياحية تطرح إشكالا لأنه الى حدّ الآن لم يتمّ الترخيص للأشخاص الراغبين بإمكانية بعث مشروع سياحي بيئي. وقال السيد رضا العبيدي مستثمر في السياحة البيئية: «إنه تمكّن من بعث مركز ثقافي بيئي بمنطقة زرّوق من ولاية قفصة بحوالي 7 ملايين دينار تونسية غير أن المشروع لازال مولودا جديدا». وأضاف أنه رغم محدودية فترة الانطلاق في العمل وعدم تجاوزها مرحلة التجربة فإن الاقبال موجود لأن السياحة البيئية هي توجّه جديد اختارته عديد الدول السياحية. وذكر في نفس السياق أن السائح الأجنبي تستهويه المناطق الطبيعية والأثرية ويهمّه التعرّف على خصوصيات الجهات ولذلك لا بدّ من أخذ هذه الخصائص بعين الاعتبار ومحاولة ربط مواقع السياحة البيئية بالتظاهرات الثقافية الكبرى التي تحدث بالجهة كالمهرجانات والملتقيات الدولية حيث يتوافد علينا عدد كبير من السياح الأجانب بالاضافة الى مزيد تنظيم القطاع وتقنينه.