هل تكون سنة 2010 سنة رفع التحديات للخطوط التونسية وبداية رحلة الاقلاع نحو التميز والتطور وتحقيق كل الأهداف؟ مؤشرات عديدة تدفع الى هذا الاعتقاد لعل أولها أنها تمكنت من الخروج من أزمتين وافدتين عليها بأقل الأضرار تمثلتا في الارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات وفي انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية وتراجع حركة السفر ونشاط النقل الجوي في العالم والتي صاحبتها أيضا تخوفات من انتشار وباء أنفلونزا الخنازير. وكانت هذه العوامل والتي رافقتها بروز تحالفات بين ناقلات كبيرة وراء افلاس واضمحلال عديد شركات الطيران التي كانت تصنف ضمن الناقلات الكبيرة في العالم والتي لم تقدر على مواجهة احتدام التنافس وانحصار النشاط. في خضم هذا المناخ فان تراجع نشاط وعائدات الخطوط التونسية يعد مقبولا ومعقولا ومرشحا لاستعادة النمو. ولا ننسى أن الناقلة الوطنية عانت خلال العام الماضي من الغاء رحلات العمرة والحج ومن تراجع تدفق السياح الأوروبيين. استعادة النمو أكدتها نتائج الشهرين الاولين وتوقعات تواصل ارتفاع النسق خلال بقية اشهر العام الحالي وفق بعض المعطيات والتعاقدات التي أبرمتها الشركة ومنها توفقها في امضاء اتفاقية تمتد على ثلاث سنوات مع وكيل أسفار إسباني شهير لنقل سياحه من مختلف المدن الأوروبية الى تونس اضافة الى استباقها كل الناقلات الجوية للعمل انطلاقا من مطار زين العابدين بن علي والاسهام في تنشيطه ابتداء من الشهر المقبل موعد انطلاق تشغيله الرسمي الذي سيتزامن مع بداية الموسم السياحي. ومما يدل على صحة الوضعية المالية لمجمع الخطوط التونسية والعزم على مزيد تحسين الوضع الاجتماعي المبادرة بترسيم 425 عونا تابعين للخطوط التونسية للخدمات الأرضية بمطاري تونسقرطاج وجربة في انتظار ترسيم قرابة مائتي عون آخرين بمطار المنستير وامضاء الاتفاقية المشتركة للمؤسسة. ومن شأن تحسين الوضع الاجتماعي للأعوان ان يدفعهم الى مزيد تجويد خدماتهم والترفيع في انتاجيتهم ومردوديتهم والتقليص من بعض الاخلالات في عملهم ولعل أهمها السعي الى ايجاد حلول جذرية وعاجلة لمسالة تأخير الرحلات التي تحولت الى ظاهرة يشكو منها الحرفاء في الداخل والخارج وهو موضوع كان اشار اليه سيادة الرئيس شخصيا ودعا الى تداركه. واذا كان مفهوما ان التأخير في الرحلات تتدخل فيه عدة اطراف وعدة عوامل فان المطلوب من جانب مجمع الخطوط التونسية تسريع وتحسين عمليات التسجيل وعبور المسافرين وشحن حقائبهم واعداد وتفقد الطائرات قبل وقت كاف من انطلاق الرحلة وهو عامل يرتبط شديد الارتباط بتطوير الأسطول وحسن برمجة الرحلات وطواقمها. واذا تحقق هذا الهدف, ولو جزئيا فانه من شأنه أن يرفع من قدرة الناقلة الوطنية على استقطاب الحرفاء في الداخل وفي الخارج وجعلهم أكثر وفاء لها خاصة وأن عديد المنظمات العاملة في القطاع رتبت الناقلة الوطنية في المراتب الأولى ضمن أكثر الناقلات أمانا واحسنها سمعة تجارية ولا ننسى ان الخطوط التونسية مقبلة على تحد كبير يتمثل في تحرير الأجواء وهو ما اصطلح عليه بالسماوات المفتوحة والذي سيضاعف التنافس بين الناقلات الجوية ويجعل المستقبل للمؤسسات الأكثر أمانا وأفضل خدمات والأقل تأخيرا في مواعيد انطلاق ووصول الرحلات. ومن هذا المنطلق تبدو الخطوط التونسية على طريق سالكة لرفع التحديات شريطة مزيد المثابرة والوعي الجماعي بالرهانات المطروحة.