تبدو الخطوط التونسية مقبلة على برنامج فتح السماوات المفتوحة، المنتظر اقراره العام المقبل بخطوات واثقة وبلا تخوفات ظاهرة من حدث تخشاه عديد الناقلات الجوية. وقد تكون هذه الثقة عائدة إلى الاعداد الجيد لهذا الحدث والذي انطلق قبل سنوات شمل إعادة هيكلة الشركة وبعث مجمع متكامل إضافة إلى تطوير اعداد الرحلات نحو الأسواق التقليدية وأساسا أوروبا وفتح خطوط جديدة إلى عدة مدن فيها وهو ما تجلى خاصة خلال برنامج الشتاء الحالي الذي يتواصل إلى مارس القادم والذي يهدف إلى الزيادة في اعداد السياح القاصدين الوجهة التونسية. وقد تكون هذه الثقة عائدة كذلك إلى ما أبداه وزير النقل في حواره التلفزي من اطمئنان وعدم تخوف من تحرير الأجواء إذ قال ان تونس والناقلة الوطنية بدرجة خاصة صمدت أمام تحرير الأجواء في مجال النقل غير المنتظم والذي سيستقطب 100 ناقلة دولية تعتمد كل المطارات الوطنية والتي لم تستطع مجتمعة الحصول إلا على 50٪ من الحركة الجوية المسجلة في مطاراتنا. هذه التجربة الناجحة قد تكون أرضية مهمة ومفيدة لكسب التحدي المقبل خاصة أنه سيفتح تنافسا شديدا مع الناقلات الكبرى وخاصة مع الناقلات ذات الكلفة المنخفضة «low coast» والتي طورت خدماتها وحسنت كلفتها ونجاعتها ووسعت قدرتها على استقطاب الحرفاء. والمطلوب اليوم من الناقلة الوطنية وبعد أن خرجت من السنة الماضية بمرابيح هامة ناهزت 55 مليون دينار وتوفقت في الضغط على كلفة الاستغلال ان تعالج مشكل تأخير الرحلات الذي يعود بنسبة كبيرة منه إلى عوامل خارجية وأساسا في المطارات الأجنبية وأيضا إلى أسباب فنية وحرص على تأمين سلامة الرحلات قبل انطلاقها. التجويد يجب أن يشمل الخدمات الموجهة إلى الحريف منذ التسجيل إلى الوصول إلى المحطة النهائية. كما بات مطلوبا الوصول إلى الرحلات الطويلة وأساسا القارة الأمريكية باعتبارها وجهات وأسواقا واعدة لبلادنا وقادرة على توفير السياح ورجال الأعمال. وقد يكون ذلك متاحا أكثر انطلاقا من 2012 سنة الحصول على الطائرات الجديدة المخصصة للرحلات الطويلة. الأمور تبدو واعدة لكن الحذر يبقى مطلوبا ويفرض إصلاح كل نقاط الضعف والرفع من درجة رضاء ووفاء الحرفاء.