فقد صباح أمس المسرح التونسي واحدا من ألمع روّاده المسرحي عزالدين السويسي الذي كان له دور حيوي بارز في الحركة الوطنية زمن الاستعمار الفرنسي الغاشم وفي الصحافة التونسية والجزائرية الى جانب مساهماته في الكتابة والتمثيل. المرحوم عزالدين السويسي من مواليد 28 جويلية 1928 وقد بدأ حياته المسرحية والصحفية مبكّرا إذ تشبّع بالقيم الوطنية زمن الاستعمار الفرنسي في منطقة باب سويقة التي كانت مركزا للحركة الثقافية والسياسية المناهضة للاستعمار الفرنسي وانتمى في عمر مبكّر لجمعية الكوكب التمثيلي مع استاذه محمد الحبيب الذي أخذ عنه أصول التمثيل والمسرح وكان عزالدين السويسي من الجيل الاول الذي أسس فرقة بلدية تونس للتمثيل من خلال لجنة النهوض بالمسرح التونسي التي ناضلت من أجل تطوير الممارسة المسرحية في تونس وقد كان مطلب اللجنة الاساسي بعث فرقة مسرحية محترفة وقد كان عزالدين السويسي من ألمع عناصرها. قدّم السويسي مجموعة من الأدوار التي حققت شهرة كبيرة في زمنها مثل «ياغو» في «عطيل» و«أنور في الغيرة تذهب الشيرة» و«عزوز» في «ضاع صوابي بين أحبابي» و«مرالس» في «ثمن الحرية» كما كتب مسرحية «النساء في خطر» و«فداء الوطن» التي كتبها في سجن 9 أفريل ومثلها عدد من المناضلين في السجن ايضا وقد عانى عزالدين السويسي من الابعاد والسجن في تبرسق و9 أفريل وبرج الباف كما كان صحفيا لامعا اذ تولّى الكتابة العامةلأول نقابة للصحفيين والكتابة العامة لأول نقابة للمسرحيين سنة 1954 كما تولّى رئاسة تحرير جريدة «الأخبار». وبغياب عزالدين السويسي تطوى صفحة أخرى من تاريخ التأسيس المسرحي والنضال الاعلامي من أجل الحرية والاستقلال الذي خاضه نخبة من التونسيين الذين آمنوا أن قدر تونس هو الاستقلال والحرية والكرامة. رحم الله عزالدين السويسي ورزق الأسرة المسرحية والاعلامية جميل الصبر والسلوان و«إنّا لله وإنا إليه راجعون».