أعلن تنظيم «القاعدة» في العراق فرض «حظر التجوال» في كافة انحاء البلاد لمنع اجراء الانتخابات، متوعدا بنسف الانتخابات التشريعية من الأساس فيما لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب 54 آخرون معظمهم ايرانيين في تفجير مسلح استهدف مدينة النجف وسط تحذيرات من اندلاع حرب أهلية في البلاد بين الطوائف الدينية. ونقل موقع الأمريكي لرصد المواقع الإسلامية عن رسالة الكترونية منزّلة في موقع «القاعدة» قولها : إن دولة العراق الاسلامية تعلن حظر التجول يوم الانتخابات من السادسة صباحا حتى السادسة مساء في كافة ارجاء العراق وخاصة منها في المناطق السنية. وأضافت «لسلامة شعبنا يجب على كل من يعلم بهذا الأمر ابلاغ من لا يعلم حتى يتزود بما يحتاج اليه خلال تلك الفترة» مهددة كل من يخرق الحظر بتعريض نفسه ل «غضب الله» ولكل صنوف أسلحة المجاهدين، على حد قولها. واعتبرت ان الانتخابات كانت تزيد من سمتهم «الصليبيين» جرأة على مهاجمة المسلمين واستهداف رموزهم، قائلة في هذا السياق «ألم تؤد المشاركة في الانتخابات دائما الى أضعاف السنة وتخلفهم». في المقابل وصف ضابط عراقي مسؤول تهديدات «القاعدة» بأضغاث أحلام، معتبرا ان القوات الأمنية أنهت الاستعدادات لاجراء الانتخابات في الموعد المحدد. وقال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم عمليات بغداد «هناك تعليمات تتمثل بحظر تجول المركبات واغلاق الحدود والأجواء اعتبارا من العاشرة مساء من يوم أمس السبت وحتى الخامسة من يوم الغد - الاثنين - وأشار الى ان البعض من «أعداء» التجربة الديمقراطية سيحاولون العبث بأمن المواطنين او استغلال بعض الثغرات الأمنية حسب وصفه قتلى ايرانيون في العراق وفي سياق متصل بالإطار الأمني، ذكر أحمد الكرماوي عضو اللجنة الأمنية في محافظة النجف العراقية ان سيارة من طراز «أوبيل» انفجرت في مرآب للسيارات مما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم ايرانيا وجرح 54 شخصا بينهم 17 عراقيا و 37 ايرانيا. وأشار الى ان التفجير دمر حافلتين كانتا متوقفتين في مرآب بالمدينة القديمة يقصده الزوار الشيعة ويبعد حوالي 500 متر عن «مرقد» الإمام علي ابن أبي طالب على حد تعبيره. وأسفر الهجوم عن تحطيم نوافذ في فنادق قريبة وترك فجوة عرضها مترا في الأرض. تحذير من جانبه حذر القيادي السني إياد السامرائي من اندلاع حرب أهلية طاحنة في العراق وعقب الانتخابات. وقال السامرائي خلال استجواب صحفي مع وكالة الصحافة الفرنسية انه اذا لم تعالج الحكومة القادمة التجاوزات الحاصلة على اساس طائفي في الوظيفة العمومية وخدمات الأمن فإن حربا طائفية ستنشب في العراق بين مختلف مكونات الشعب العراقي. واعتبر ان حكومة عراقية قادمة عادلة قادرة على تجاوز هذه الشوائب خلال عام واحد فقط في حين ان تجاهلها من شأنه ادخال البلاد في أتون حرب طائفية. وندد في هذا السياق ببعض الساسة الذين لا يتحرجون في تأييد هذه العنصرية والتفرقة الطائفية في البلاد.