قيدني أحد الأصحاب بسؤال من الحديد الصلب وأوثق القيد وهو يسألني: لماذا أصبح الخطاب الرياضي في الشارع والمقهى أنبل وأسمى وأرقى رغم تدنّيه من الخطاب الرياضي المتلفز مباشرة او المسجل المعاد في أكثر من قناة عندنا. ولفك هذا القيد بهذا السؤال: توقفت عند الخلط السائد والمقيت في تلك البرامج الرياضية التي لا تخضع لأي ترويض في معنى «التعليق» فعلّق يعلّق تعليقا عند بعضهم يعني السعي الى الوصول الى تعليق مهام هذا المسؤول او ذاك ويعني عند الآخرين الركوب على تعليق رواتب ومنح اللاعبين ويعني عند هذا وذاك من هذه الشريحة تعليق غسيل الملابس الداخلية للأفراد والمجموعات ونشرها على حبل التلفزة عرضة ل «الشهيلي». أما علّق يعلّق تعليقا عند بعض من أولئك الذين «علقوا الصباط» في الملاعب وعلقوا وجوههم في التلفزة فيعني تعليق أرجل الآخرين لضربها بالعصا استنادا الى بيداغوجية «الفلقة» في التربية عند المؤدبين في الزوايا سابقا. ولهذا لا غرابة إذا تحوّل المعلّق الى مؤدب والشاشة الى زاوية واللسان الى عصا والإعلام الى «فلقة». ولا غرابة ان تحوّلت البرامج الرياضية الى مذاهب ومرجعيات كروية لا اجتهاد ولا رجوع فيها إلا لآية الله الكابتن مرفوض ولا غرابة ان رأيت اتباعه يتلذذون عراء الحقيقة وينزعون عنها كل ستر عبر الميكروفون حتى وإن كان «ميكروجوب» micro-jupe. لم يبق لي أي أمل أعلّقه على هذا الصنف من المعلقين ولهذا أعلنت الردة عن مرجعية آية الله الكابتن مرفوض... «فاصل ثم نعود» للتعليق: