كدت أزعم أن كل من علّق «الصبّاط» أصبح «كابتن» معلّقا مسموعا ومرئيا ومكتوبا (بدون تعليق) ولكن بمقابل على كل مقابلة مادام هو القابلة وكرتنا الحبلى التي كلما أتاها المخاض إلا وكان المولود توأما هزيمة في الأخلاق وأخرى في النتيجة و«الرأس مرفوع» كالعادة يطلب مزيدا من الرضاعة من المرضعة. لقد تكاثر المعلقون والمحللون الكرويون القدميون في هذه السنوات العجاف كرويا تكاثر الجراد في الصحاري الافريقية، يأكلون كرة ويشربون كرة.. ولا قول لأهل القول فيهم سوى «فيه الشفاء والعافية»، يتنفسون كرة ويستنشقون كرة، ولا قول لأهل الأنوف والأنفة فيهم سوى: وسّع اللّه في مناخرهم لعلهم يشمون غازات الأموال السامة قبل غازات الشماريخ في الملاعب. ينظرون كرة. يتلمّسون كرة. يتذوقون كرة. يسمعون كرة ويشمون كرة حتى وإن كان مجرد «شمّانْ» ولا قول لأهل القول فيهم سوى: سبحان من جمع حواسهم الخمس في أقدام اللاعبين وصفارة الحكم وراية مراقبي الخطوط ووجه الممرن وظل مساعده. وهامات الجلاس على البنك. يتحدثون كرة. ينطقون كرة. يكتبون كرة. يقرؤون كرة. ولا قول لأهل الخطاب فيهم سوى: إن غاب مجدنا الكروي فلا لوم على من حوّلوا ألسنتهم كرة يلعبون بها (علينا) في بطولتنا الوطنية المحترفة الأولى في القيل والقال المرئي والمقروء والمسموع حيث نجد هذا «يُبَنْبي» ب«السوري» وهذا «يَطُزّ» ب«العربي». ولكل «طزّة» أجر وإعفاء لا من الأداء على القيمة المضافة وإنما من الاضافة نفسها حتى أن كل من علّق «الصباط» في مسمار التلفزة مثلا أصبح معلقا محترفا يباع ويشترى في «المركاتو» مع اللاعبين المحترفين بأغلى الأثمان وأرفع المنح التي لا تطال رؤيتها لا «المافيا» ولا «المفيولا» وتلك مسألة أخرى. ومن حلّلوا لهؤلاء المحلّلين التعليق (بدون تعليق) يتمنون لكم أيامكم كرة وأحلامكم كرة. وتصبحون على دربي والسلام. على من ملؤوا الساحة مع فاطمة بوساحة حيث الكل ينادي: «يا عمّي الشيفور امش دبّة دبّة» ولا أحد يعرف الى أين هم ذاهبون.