سألني أحد الأصدقاء صباح أمس وهو من «مجانين» السينما الأمريكية وخصوصا العجائبية منها عن نتائج مسابقة جوائز الأوسكار التي تم الاعلان عنها ليلة الأحد الماضي في وقت متأخر بالنسبة الى توقيت تونس. وكان سؤاله عن فيلم «أفاتار» بحكم اعجابه الشديد به وكان يخشى أن يقع حرمان الفيلم من التتويج بسبب الانتقادات التي وجهت اليه لمناهضته للسياسة الأمريكية وكان حديث صديقي «المجنون» مشحونا بالقلق والخوف حتى أنه لم يتردد في شتم المحافظين الذين قادوا الحملة على «فيلمه». ولم أستغرب في الحقيقة قلق صديقي «المجنون» على فيلم «أفاتار»، ولا «جنونه» بالسينما الأمريكية بل استغربت وجود مثله في تونس وخصوصا في هذا الوقت بالذات الذي تمر فيه السينما في تونس بأزمة أشبه بالنفق المسدود، ولا أدل على ذلك تدخل رئيس الدولة شخصيا من أجل البحث لها عن حلول وعلى خلاف العادة، لم يكن حفل توزيع جوائز الأوسكار بالنسبة الى جمهور السينما في تونس في هذه المرة وحتى قبلها ذا طعم لذيذ أو حتى مقبول، لأنه لا يمكن تمييز الأطباق دون تذوقها. والأطباق هنا، هي مجمل الأفلام المرشحة لنيل جوائز الأوسكار، والتي لم تعرض منها قاعات السينما في تونس، خلال هذا الموسم ولو فيلما واحدا، ففي الماضي كانت أغلب الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار تعرض في القاعات قبل أشهر من موعد حفل توزيع الجوائز وكان المتوج منها يعاد عرضه لأسابيع مثل «رجل المطر» و «صمت الخرفان»، و«تيتانيك»... أما اليوم فلا أفلام ولا قاعات... .... تذكرت أن أزف الى صديقي خبر فوز فيلم «أفاتار» للمخرج جيمس كاميرون بثلاث جوائز أوسكار.