من قال ان الموسيقى الطربية لا يستحسنها جمهور المهرجانات الصيفية؟! أكثر من ساعتين ونصف، قضتها مجموعة شيوخ سلاطين الطرب السورية مساء الخميس الماضي في مهرجان الحمامات الدولي، دون ان يتحرك متفرج واحد... وحتى الحركات التي كانت تظهر من حين لآخر في صفوف الجمهور كانت تعبيرا عن الاستمتاع والنشوة في اقصى درجاتها. موشحات وأدوار امتلأ المسرح والمجموعة لم تظهر... دخل العازفون فازداد المسرح امتلاء اذ التصقت الخشبة بمدار الجمهور... وما ان تحركت الاوتار حتى تشكلت لوحة السهرة: سماعي حجازي كرد... موشحات... وأدوار: يا زائري في الضحى يا غزال الرمل... عذبوني... لم يكن هجري... يا ذا القوام... دور العتاب، موشحات وأدوار قدمتها المجموعة كمفتحات للطبق الرئيسي... مفتحات دسمة، ومع ذلك استحسنها الجمهور بشهية لا توصف... جمهور غريب فعلا (أغان طربية) توالت المفتحات، والجمهور ضمآن... ضمآن الى الطرب الاصيل الذي بات مفقودا نتيجة العصر السريع، فما ان صدحت اصوات خلدون حناوي ونورالدين الباجي حتى استفاق الجمهور من سكرة المفتحات، وهي تختفي معلنة عن بداية درجة مضاعفة من النشوة... غنى الباجي «يا لائمي في الهوى» وخلدون حناوي «يا مسافر وحدك» (محمد عبد الوهاب) و»ماخطرتش على بالك يوم» (أم كلثوم) و»علي جرى» و»ظلموني حبايبي» (علية)... ثم توالت الاغاني الطربية مع التونسيين بسمة جابر ونسرين الدريدي... مع كل هذا ستة مطربين فوق الركح وحوالي ثلاثين عازفا وأكثر من ساعتين ونصف... ومع ذلك لم يرتو الجمهور... حتى لوحة المولودية التي كانت في الواقع قصيرة ومحدودة من حيث عدد العناصر لم تطفئ الضمأ الكثير الذي بدا عليه الجمهور في تلك السهرة... سهرة شيوخ سلاطين الطرب فنّدت مقولة ان جمهور المهرجانات الصيفية لا يبحث الا على الايقاعات الراقصة. كما كشفت ان بين الجماهير هناك ايضا جمهور يفضل الطرب والمواويل والموشحات... فهل يعيد شيوخ سلاطين الطرب الوعي الى مديري المهرجانات حتى يراجعوا أفكارهم بخصوص الجمهور وما يريد؟