كثيرا ما كتبت عن المتقاعدين وقلت أكثر من مرة ان تكريم المتقاعد يطيل العمر، خاصة المتقاعد الذي قدّم الكثير للناس في ميدانه وأسعدهم بكتاباته ان كان صحفيا، وبغنائه ان كان مطربا، وبألحانه ان كان موسيقيا وبأشعاره ان كان شاعرا وكم سعدت يوما عندما كرّمت جمعية الصحفيين التونسيين الصحفيين المتقاعدين يوم غرة ماي 2007. تحت شعار «الصحفي لا يتقاعد» وفعلا فإن الصحفي لا يتقاعد وكذلك الكاتب والأديب والشاعر والفنان وكل مبدع وكم سعدت أيضا وأنا أطالع بجريدة «الشروق» خبر تكريم الفنان الكبير الهادي القلال من طرف النقابة التونسية للمهن الموسيقية التي ستنظم حفلا فنيا تكريما لهذا الفنان الذي أعطى للفن الكثير وأطرب الكثيرين والذي أتمنى ان تذيع أغانيه وتبثها الإذاعات والتلفزات الوطنية والخاصة تذكيرا للأجيال التي عاشت مشواره الفني الطويل وتعريفا للأجيال اللاحقة بأن تونس كانت لها أقطاب لا يستهان بها فهم مبدعون لا يليق بنا ان ننساهم بل من العار ان لا نتذكرهم خاصة عندما تصلنا اخبار تقول ان هذا المبدع او ذاك يمرّ بظروف مادية وصحية صعبة... دعوتي الى نقابة الصحفيين الى تكريم الزملاء المتقاعدين والى النقابة التونسية للمهن الموسيقية الى مواصلة تكريم الفنانين ماداموا أحياء والى مختلف الجمعيات والمنظمات للقيام بهذه البادرة... وكذلك الى نقابات الصحة والنقل والتربية والشؤون الاجتماعية والخارجية والداخلية والاعلام والفلاحة وغيرها... فكلهم متقاعدون أبدعوا كل في ميدانه.. أفلا يستحقون التكريم؟ سوف يلاحظ كل من يحضر الحفل الفني الخاص بتكريم الفنان الهادي القلال سعادته وغبطته وسروره نتيجة ردّ الاعتبار له ألم أقل لكم ان تكريم المتقاعد يطيل عمره؟ وستتأكدون من ذلك عندما يستمع الهادي القلال الى أغانيه التي سيؤديها البعض من أجياله كأحمد حمزة وعائشة وغيرهما. تحية إكبار الى أسامة فرحات رئيس نقابة الموسيقيين والى ناطقها الرسمي الشاعر حاتم القيزاني وإلى كل عضو فيها ساهم في هذا التكريم وشفاء عاجلا للهادي القلال.