الكاف - الصباح: حدث فني كبير عاشته مدينة الكاف على امتداد أيام 26 و27 و28 نوفمبر 2008 من خلال احياء خمسينية المطربة الخالدة صليحة باشراف المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث وبحضور ومتابعة من السلط الجهوية بالكاف.. حدث ابداعي جمع العديد من المبدعين والمثقفين والمهتمين بالشأن الموسيقي التونسي للوقوف إجلالا وإكبارا لصوت تونسي خلده التاريخ.. صليحة التي انطلقت رحلتها مع الحياة والابداع من قرية نبر القريبة من الكاف لتؤسس وتؤثث مسيرة فنية تونسيةأصيلة شامخة... متميزة... منتصرة للهوية التونسيةالأصيلة بخصوصياتها الابداعية المستمدة من الزخم الحضاري لهذه الربوع الجميلة من الوطن الكبير.. * * صليحة الصوت الطربي التونسي الأصيل الذي كما جاء على سان الأستاذ الحبيب العوادي المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث بالكاف في حفل الافتتاح «هذا الصوت الذي انطلق صادحا من هذه الربوع فشدا في كل البلاد مخصبا بجميل النغم بارع الكلم متوجا ببديع الصور ورقيق المعاني حتى غدا اسما لامعا وصيتا مشعا تطاول الى العلا وسابقا الى المنتهى». وقال الأستاذ الحبيب العوادي «فصليحة سليلة هذه الجبال الشم هي حلقة متينة من منظومة ثراء الجهة وخصوبتها بالاعلام والمبدعين والنجوم السواطع في مختلف ضروب الفنون والعلوم والذين رصعوا جبين تونس عبر العصور والآماد انطلاقا من أوثيكيوس بوكيلوس عالم النحو اللاتيني وأرنوب عالم الخطاب الآتينية مرورا بالفقيه أبي جعفر الأربصي والامام أبي عبد اللّه الأبي وابراهيم الورغي وصولا الى زين العابدين السنوسي والهادي العبيدي وعبد المجيد بن جدو وفتحية خيري وحمدة بالتيجاني والزهرة فايزة والطاهر غرسة وزبيدة بشير». تكريم ومداخلة وشهد اليوم الافتتاحي الذي أشرف عليه السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وبحضور السلط الجهوية بالجهة تكريم عدد كبير من المبدعين والموسيقيين ومن الشخصيات التي خلدها التاريخ كالصحبي المصراطي. وشمل التكريم ايضا: صالح المهدي ولطفي بوشناق والناصر زغندة وفتحي زغندة وعبد الرحمان العيادي وسعاد محاسن وعلياء بلعيد والجليدي العويني ولطفي البحري وابراهيم العوادي ومحمد العربي القلمامي ومليكة الهاشمي ونور الدين غرس وعبد المجيد الغربي والفنان المصري وائل سامي والفنان الجزائري محمد عبد الرشيد السقني كما شمل التكريم معتمدية نبر والمهرجان الدولي للمالوف بتستور ومركز النجمة الزهراء واذاعة الكاف وفرقة المعهد الرشيدي. * * وقدم الأستاذ فتحي زغندة مداخلة تناول فيها المسيرة الفنية للراحلة صليحة فأشار أن ما قدمته هذه الفنانة على امتداد مسيرتها يتضمن أقساما هي: - قسم ينسب الى التراث بنوعيه الكلاسيكي والشعبي الحضري وقسم القصائد والأغاني الملحنة في الأسلوب الشرقي ومن هذه الأغاني: غني يا عصفور، ربّي عطاني. - قسم ملحن في الطبوع التونسية التي نجدها في المالوف مثل: يا خاينة، ويا اللي بعدك ضيّع فكري. - قسم يعتمد المقومات الموسيقية الشعبية الحضرية منها يا أم العوينة الزرقة، يا خليلة، وادعوني يا لبنات. * * ألوان موسيقية متعدّدة الجانب الموسيقي في هذه التظاهرة تضمن عديد المحطات الموسيقية التي توزعت على امتداد أيام المهرجان الثلاثة. فالرشيدية بقيادة الفنان زياد غرسة عادت بالذاكرة من خلال سهرة تابعها جمهور غفير الى عديد الألحان الخالدة لصليحة وبرزت في هذا الشأن نجوى العرفاوي ومحرزية الطويل وسارة النويوي بحضور ركحي لافت واكتشف الجمهور مجموعة براعم المدينة للتراث تأكيدا على التواصل بين مختلف الأجيال الموسيقية. * * ومن الجزائر شدت وعزفت فرقة المالوف للموسيقى الأندلسية بقيادة الفنان محمد الرشيد السقني بمجموعة من الأغنيات الخالدة لصليحة... ومثلت مشاركة الفنان المصري وائل سامي المفاجأة الكبرى والهدية المثلى من المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بالكاف بادارة الأستاذ الحبيب العوادي فقد قدم هذا الفنان أغنيات تونسية لصليحة والهادي الجويني وعلي الرياحي... أكد من خلالها أنه خلافا لما يتم الترويج له من صعوبة اللهجة التونسية وعدم القدرة على التفاعل معها في المشرق العربي فان وائل سامي فند كل هذه الآراء واستطاع بحرفية أن يقدم هذه الأغاني بأسلوب جمع بين الاقناع والامتاع. وأمكن من جهة أخرى لجمهور الكاف الاكتشاف والتعرف على مجموعة شهرزاد النسائية للموسيقى العربية بقيادة الفنان خالد القلال التي قدمت نماذج من الموسيقى التونسيةالأصيلة أكدت من خلالها أنها تسير بخطى ثابتة على درب التأثيث لمسيرة فنية ستكون ذات شأن كبير في قادم السنوات. «صليحة وبعد» في نبر شهد اليوم الثالث لهذه التظاهرة الفنية الكبري ندوة فكرية بمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف حول «الموسيقى المغاربية بين العناصرالمشتركة والخصوصيات المحلية» بمشاركة مختصين في المجال الموسيقي الدكتور محمود قطاط والدكتور مراد الصقلي والأستاذ عادل حمدي ولم يقتصر النشاط على مدينة الكاف فحسب بل كان لمدينة نبر مسقط رأس صليحة موعد مع لقاء ثقافي فني أشرف عليه معتمد المنطقة وتحدث خلاله الفنان عبد الحفيظ القلمامي على الخصوصيات الفنية لصليحة، كما مثل هذا اللقاء فرصة لإثارة عديد الذكريات والاستعداد لتأسيس تقاليد ابداعية جديدة محورها الأساسي والرئيسي: صليحة. لقاء كشف عن حماس مثقفي نبر وتطلعهم الى كسب هذا الرهان لمدينة أهدت المدونة الغنائية التونسية والعربية صوتا في حجم وقوة وصفاء صليحة.