اعترف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس بوجود مخالفات في العملية الانتخابية نافيا أن تكون تلك التجاوزات قادرة على قلب النتائج. فيما اعتبر المتتبعون للشأن العراقي أن المالكي يجازف بإثارة غضب السنة إذا تجاهل إياد علاوي خلال تشكيل الحكومة. وقال المالكي أمس في اجتماع لمجلس الأمن الوطني حضره وزيرا الدفاع والأمن الوطني وقادة الأجهزة الأمنية إنه «حصلت تلاعبات في الانتخابات... ولكنها لا ترقى الى عملية قلب النتائج الانتخابية». مضيفا «صحيح أنها مرفوضة... لكن لا توجد انتخابات، المخالفات فيها صفر» وفق تعبيره. المجازفة وعلى الصعيد الميداني يتقدم ائتلاف «دولة القانون» بزعامة المالكي في 7 محافظات من جملة 18 محافظة عراقية بينما تتقدم قائمة «العراقية» بقيادة مرشح السنة إياد علاوي في 5 محافظات ويتقدم كل من «الائتلاف الوطني العراقي» الذي تهيمن عليه فصائل إسلامية شيعية والتحالف الكردي في 3 محافظات. وفي ضوء هذه المعطيات قال ديفيد نيوتن سفير الولاياتالمتحدة السابق لدى العراق «المالكي ستتاح له فرصة تشكيل الحكومة ولم يتضح بعد في أي اتجاه سيسير، إذا تحالف مع المجلس الأعلى الاسلامي فسيكون هذا سيئا بالنسبة للسنة. وأرجع نيوتن ذلك الى أن السنة في العراق يراهنون على العلماني إياد علاوي بينما ينظرون إلى المجلس الأعلى الإسلامي على أنه «وكيل لايران». ومن جانبه قال يحيى الكبيش الباحث بالمركز العراقي للدراسات الاستراتيجية إن الحكومة التي تستبعد قائمة «العراقية» تجازف بإذكاء الاستياء الذي تشعر به الأقلية السنية منذ أنهى الغزو الأمريكي سيطرته على السلطة». وأضاف إنه «إذا كنا أمام حكومة بهذا الشكل فأنا أعتقد أن العراق مقبل على تحوّلات كبرى ربما يكون العامل الرئيسي فيها هو عودة العنف بشكل كبير». تفجير مزدوج وعلى صعيد آخر أعلنت مصادر أمنية وطنية عراقية أمس عن مقتل سبعة أشخاص واصابة 29 آخرين في تفجير مزدوج نفذه انتحاري يرتدي حزاما ناسفا ويقود سيارة مفخخة استهدف تجمعا للعمال وسط مدينة الفلوجة. ومن جانبه قال بشار محمد مدير شرطة الفرسان أن «7 أشخاص قتلوا وأصيب 29 آخرون بجروح في تفجيرين وسط تجمع للعمال»، موضحا أن «الانتحاري ترجل من السيارة وتوجه نحو نقطة للجيش لكنه فجر نفسه وسط العمال القريبين من المكان وتبع ذلك انفجار سيارته بعد لحظات». وأفادت مصادر أمنية أن الانتحاري كان يحاول تفجير نفسه في نقطة الجيش على أن تنفجر السيارة عند وصول القوات الأمنية لقتل أكبر عدد ممكن منها لكن لم يصب العسكريين في التفجيرين.