دقت صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية أمس ناقوس الخطر في العراق مشيرة الى أن البلاد تتجه نحو مستقبل مظلم وصوب حرب طائفية طاحنة، فيما بدأ إياد علاوي الفائز ب«الانتخابات» ونوري المالكي ملاحقه المباشر «حرب تشكيل الحكومة القادمة». وأكدت الصحيفة أن العراق مهدّد بالعنف الاهلي عقب خسارة نوري المالكي للانتخابات والتي ستضع إياد علاوي أمام حتمية التحالف مع تكتلات شيعية مرتهنة لإيران. وأضافت أن علاوي سيواجه صعوبة كبيرة في التحالف مع «الائتلاف الوطني العراقي» الذي يعدّ من أكبر التكتلات السياسية المدعومة من إيران باعتباره يضم «المجلس الاسلامي الأعلى» والتيار الصدري. واعتبرت أن هذين الفريقين لن يكونا شريكين سهلين لعلاوي الذي يحتفظ بعلاقات قوية مع الولاياتالمتحدة والدول العربية السنّية مثل السعودية. وأشارت الى أن التأييد الكبير الذي حصل عليه علاوي من العرب السنّة زاد من مخاوف إفضاء محاولات تهميشه من التكتلات الشيعية الى إشعال الحرب الطائفية في العراق من جديد. وأوضحت أن تهميش علاوي سيتحوّل الى مبرّر قوي تتذرع به الجماعات المسلحة للقيام بعملياتها التفجيرية في البلاد، على حد رأيها. صراع على «الحكومة» وفي سياق متصل، استهل الغريمان السياسيان علاوي والمالكي أمس صراعهما على تشكيل الحكومة المقبلة، حيث ادعيا أحقيتهما وقدرتهما على تكوين أغلبية برلمانية. وقال المالكي، عقب الاعلان عن النتائج الليلة قبل الماضية، إن قائمة دولة القانون ستمضي نحو تشكيل حكومة وطنية، وتجري حوارا بناء باتجاه تشكيل الكتلة النيابية الكبرى التي ستتولى مهمة تكوين الحكومة المقبلة. وأضاف أن الامور تحت السيطرة وتسير بشكل طبيعي. ولم يفوّت المالكي الفرصة لتسجيل تحفظاته على نتيجة الانتخابات قائلا: لن نقبل بالنتائج وسنقدم طعونا بها... مضيفا: «أنها غير متوقعة وأولية وموضعا للريبة والشك». وأشار الى أن النتائج أعلنت في أجواء مشحونة مطالبا بإعادة فرز وعدّ الاصوات يدويا من أجل إعطاء صورة واضحة وشفافة لكافة الناخبين والمتابعين. الرد في المقابل، رد علاوي على المالكي بالقول: إن نتائج الانتخابات تعني تكليف «العراقية» بتكوين الحكومة المقبلة والعمل مع كل الاطراف التي فازت والتي لم تفز في هذا الاطار. وأردف: إن المباحثات بدأت حاليا حول الحكومة القادمة... والمهم الآن هو برنامج الحكومة، يكفي شعبنا مآس وفقر وترويع، فنحن نؤمن بضرورة وجود حكومة قادرة على تنفيذ التزاماتها وقراراتها. وأكد: «إن الكتلة الفائزة فقط تشكل الحكومة» حتى ولو تقدمت بشخص أو شخصين... وفق الدستور... أما اذا كان هناك دستور آخر فهذا لا علم له به» في إشارة الى المالكي الذي بدأ بدوره تشكيل الحكومة. وأوضح أن «العراقية» منفتحة على «الاكراد» و«التيار الصدري»... ولا علاقة لها بالمالكي. ودعا الى تكوين حكومة قادرة على أن تعيد العراق الى عمقه العربي والاسلامي والدولي.