اندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال الاسرائيلي وعشرات الشبان الفلسطينيين الذين خرجوا في مظاهرات احتجاج وغضب على تدشين الصهاينة كنيس «الخراب» قرب أسوار الحرم القدسي، مما أسفر عن اصابة العشرات، فيما واصل الاحتلال الاغلاق الكامل للضفة الغربية وأعلن الاستنفار الشامل لقواته التي انتشرت بكثافة في أرجاء المدينة لقمع «الانتفاضة» الفلسطينية التي يتابعها العالم بصمت. فقد أعلنت مصادر طبية فلسطينية امس اصابة أكثر من 60 فلسطينيا جراء المواجهات التي اندلعت في عدة أحياء من مدينة القدسالمحتلة وداخل أسوار البلدة القديمة وخارجها، احتجاجا على تدشين «كنيس الخراب». اعتداءات وحشية وهاجمت قوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال الاسرائيلي المواطنين الفلسطينيين خلال أدائهم صلاة الظهر في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات البلدة القديمة، وخاصة في باب الأسباط والمنطقة القريبة بين سوق المصرارة وباب العامود. واعتدت قوات الاحتلال على الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل بالدوس عليه بحوافر خيولها التي هاجمت المصلين خلال صلاة الظهر، وأدى الأمر الى مواجهات بين المواطنين الفلسطينيين وجنود وشرطة الاحتلال، وامتدت المواجهات الى منطقة باب الأسباط. وأكد شهود عيان ان جنود الاحتلال أطلقوا مجموعة كبيرة من الكلاب المتوحشة على المتظاهرين في بلدة العيسوية وسط القدسالمحتلة بهدف الامساك بهم، حيث تم اعتقال عدد من الشبان فعلا باستخدام هذه الكلاب وكذلك بمشاركة القوات المستعربة. وأضاف الشهود أن «بلدتهم محاصرة من جميع الاتجاهات وأن جنود الاحتلال أطلقوا بكثافة القنابل الصوتية الحارقة والرصاص الحي والمطاطي على الشبان، وأن إصابات كثيرة وقعت وقد أمكن نقل بعضها الى المستشفيات فيما لم تتمكن سيارات الاسعاف من دخول البلدة جراء الحصار الذي فرضه جنود الاحتلال. وحسب ناطق عسكري فقد أصيب شرطيان اسرائيليان بجروح طفيفة خلال المواجهات التي دارت في مناطق مختلفة من مدينة القدس. إغلاق كامل وواصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فرض الحصار والاغلاق الشامل على الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة لليوم الخامس على التوالي حيث شددت اجراءاتها القمعية وكثفت من تواجدها العسكري في محيط المسجد الأقصى ونشرت الحواجز العسكرية في مختلف أحياء وبلدات المدينة وعلى مداخلها الرئيسية. ومنعت قوات الاحتلال الفلسطينية من دخول البلدة كما منعت التجار والطلبة الذين لا يسكنون في أحياء البلدة من الدخول اليها والالتحاق بمتاجرهم ومدارسهم. وفي قطاع غزة خرج المئات من طلبة المدارس في مسيرات احتجاجية على الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة بحق القدس، بينما أوقفت حركة السيارات والمارة لدقائق معدودة في وقفة احتجاجية تضامنية نصرة للمسجد الاقصى والقدسالمحتلة. كما تظاهر المئات في العاصمة الأردنية عمّان وخرج المئات في مخيمات اللاجئين بلبنان نصرة للأقصى. وفي ضوء هذه التطورات والتوترات أجّل المبعوث الأمريكي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل زيارته التي كانت مرتقبة الى المنطقة «في مسعى لاستئناف محادثات السلام» وفق ما أعلنه مسؤولان أمريكيان أمس.