بعد 5 مباريات من العيار الثقيل منذ انطلاق مرحلة الاياب، لم يجن الاولمبي الباجي سوى نقطتين من تعادلين الاول ضد النجم في باجة والثاني ضد الافريقي في المنزه.. ورغم الهزيمة الثقيلة في قفصة إلا ان الجميع في باجة صبر على أمل حصد نقاط «التنفّس» ضد الأمل في باجة مساء الأحد والنتيجة تعادل عوّض الفوز المنتظر وحوّل حلاوة التعادل أمام الافريقي في المنزه الى مداره... وجوم علا كل الوجوه وحيرة غمرت كل القلوب... دقت نواقيس الخطر... ماذا تغيّر بعد هذا التعادل؟ وما الذي يجب ان يتغيّر حتى لا يُفقد الأمل وتنقطع بالاولمبي السبل؟ ولنتفق أولا أن الاولمبي الباجي وعلى مسافة 7 مباريات من نهاية الموسم لم يخسر بعد معركة البقاء بالرابطة المحترفة الاولى لأن الحسم وحسب تناقض النتائج بالنسبة الى كل الفرق دون استثناء قد يتأجل الى آخر جولة في البطولة. لا أمل في مرتبة مشرفة التعادل الاخير امام «الأمل» في باجة ضاعت معه آمال الباجية في إنهاء الموسم في المرتبة الخامسة او السادسة كما كان مأمولا... ونفس التعادل قد أجّل مسألة حسم البقاء الى الجولات الاخيرة بدل حسمها بصفة مبكّرة لتمكين إدارة النادي من إعداد العدة للموسم المقبل في ظروف أفضل باقحام الشبان في التشكيلة الأساسية من الآن وبالتالي الاستغناء عن اللاعبين الذين قدموا الى الأولمبي لمجرد العبور... وما ورد بالذكر هو أهم تغيير ختمه التعادل المذكور. معركة البقاء وفي المقابل فإن كل حظوظ الاولمبي الباجي لا تزال قائمة بالنسبة الى مسألة البقاء خاصة وأن «اللقالق» وعلى امتداد المباريات السبع المتبقية لن يلاقوا متراهنين على التاج بل «المتناحرين» على البقاء ومنطق توازن القوى وتساوي الحظوظ يفرض فوز الاولمبي على أنداده. الانضباط كرة القدم لعبة فيها الفوز والهزيمة والتعادل وفي أغلب الاحيان يحسم الأمر لهذا او ذاك عبر جزئيات بسيطة تتعلق أساسا الانضباط التكتيكي والذهني والنفساني على امتداد المباراة. وكثيرا ما صنعت «الرجولة الكروية» و«القرينتة» الفارق. وهذه الأمور أكثر من مطلوبة في هذه المرحلة بالذات ما دام الكل يرفض النزول ويناشد البقاء... وهيئة الاولمبي الباجي ودون رمي ورود وفّرت كل مستلزمات الانضباط المذكور وآخرها تسديد الاجرة الشهرية لشهر فيفري قبيل مباراة «الأمل» وقبلها أطلعت اللاعبين على مخزون النادي من الأموال الموضوعة على ذمتهم لصرف المنح بكل أنواعها مقابل نقاط الامان والاطمئنان... متابعة يومية للتمارين من طرف رئيس النادي.. تحفيز مستمر... تذكير.. رعاية صحية واجتماعية باستمرار... وحتى السلطات الجهوية وعلى رأسها والي باجة تتابع نشاط النادي عن قرب ولم تتوان لحظة في توفير ما يجب توفيره... وفي المقابل لا يزال الاولمبي الباجي يبحث عن أول انتصار في الإياب بعد مرور ست جولات لم يجن منها سوى 3 نقاط من 3 تعادلات وما يزيد الطين بلّة الاقصاءات والأوراق الصفراء التي جمع منها الاولمبي ما يبعث عن التساؤل والحيرة وخاصة منها المجانية ورغم الحرص والتوصيات لا يزال لاعب الاولمبي الباجي يناقش قرارات الحكم دون موجب ولايزال يأتي تدخلات عنيفة وعشوائية على مستوى وسط الميدان على غرار المحمدي في لقاء الافريقي وقربوج في اللقاء الاخير امام الأمل وغيرهما وهي أمور حتمت على الفريق إنهاء أغلب مبارياته الأخيرة ان لم نقل كلها بنقص عددي. وللإطار الفني نصيب الإطار الفني للاولمبي الباجي يحمّله الشارع الرياضي الباجي قسطا من المسؤولية في ما أدركته اوضاع الفريق فبحساب النقاط لم يجن بلحوت وجماعته سوى 3 نقاط من المباريات الست الأخيرة وكان المدرب خالد بن ساسي قد انسحب بعد نقطتين من نفس المباريات اما على مستوى الأداء فاللوم الموجّه لبلحوت ومساعده يقوم أساسا على التغييرات والاختيارات على مستوى التشكيلة الأساسية فالمهاجم مونبلي يؤكد انه قادر على خوض مباراة بأكملها ومع ذلك لا يزال المدرب يستعمله بديلا في غير وقته على غرار لقاء النجم لما تباطأ في إقحامه ففرضت حمراء الحارس النفزي عدم اقحامه ونفس الشيء امام حمام سوسة لما تباطأ مجددا مما كلّف نزار قربوج الحمراء فلم يجد هذا البديل الظروف الملائمة لإبراز مؤهلاته في ظل النقص العددي.. وأبرز سؤال يتبادر الى الاذهان هو ماهي إضافة بلحوت الذي يحافظ على نفس التشكيلة ويجري نفس التغييرات في كل مباراة رغم تراجع النتائج حتى ان الاولمبي بات مكشوف الاوراق لكل المنافسين وحتى الجماهير. الأمل هذا الأحد وكما ذكرنا سابقا فإن معركة البقاء لم تنته بعد فالاولمبي الباجي امام فرضية جني9 نقاط إضافية لرصيده ليصبح 27 نقطة قد تؤهله للبقاء ونعني هنا ملاقاة حمام الانف هذا الأحد في باجة واستضافة الاتحاد المنستيري والملعب التونسي في باقي المشوار وإذا لم تكف النقاط ال 27 فإن على ابناء بلحوت جني ما يمكن جنيه من المباراتين الاخيرتين امام النادي البنزرتي والشبيبة خارج الديار.. ومباراة هذا الأحد يستضيف خلالها الاولمبي «همهاما» هائجة تأتي على الأخضر واليابس أينما حلّت وبالتالي فإن جني نقاط الفوز امامها لن يأتي بسهولة.