بقيت جماهير الترجي في التسلل بعدما تأجّل بث قناة الترجي T.V، الذي كان مقرّرا مساء الاربعاء انطلاقا من الساعة 19 و19 دقيقة بعدما انتظرت جماهير الترجي هذا الموعد لفترة طويلة فيما وضعت جماهير الافريقي يدها على قلوبها وهي تنتظر أن ينسحب قرار التأجيل على قناة T.VCA المقرّرة ليوم 26 مارس المقبل، «الشروق» حاولت استجلاء بعض المعطيات والتفاصيل حول هذا الموضوع.. فما سبب هذا التأجيل؟ وماهو موقف الترجي والافريقي في هذا؟ وماهو موقف الأطراف المهتمة بالموضوع؟ في البداية علينا أن نضع الموضوع في اطاره فنحن نعيش خوصصة الاعلام التلفزيوني الذي انطلق منذ 2003 مع ظهور قناة حنبعل وبدخول الخواص أصبح منطق الربح هو المحرك الأساسي للمشهد الاعلامي وهنا اندثر حق المواطن في المعلومة في زحام صراع الخواص. منطق تعديل المنافسة قلنا أنّ فتح المجال أمام الخواص سيجعل المنافسة بين جميع القنوات تزداد، وبالتالي سيختل توازن الميزان المالي من حيث عائدات الاشهار التي من المفروض أن يتم تحديد سقف لها لأن بث قناتين للفريقين الأكثر شعبية والأكثر جماهيرية في تونس، يعني ازدياد عدد المتفرجين ومن بعده عائدات الاشهار ووسط كل هذا يبرز حق المواطن، فهناك من لا يحب مشاهدة قناتي الترجي والافريقي ويجد نفسه مجبرا على ذلك بمقابل مالي معين. هنا وحسب خبير في الاتصال من صلاحيات المجلس الأعلى للاتصال والتي انضافت له منذ سنة التعديل ما بين منطق السوق ومنطق الإعلام وعدم ترك المنافسة مفتوحة لأن ذلك سينجر عنه اشتعال في القيمة المالية للاشهار لأن غايات القناة الخاصة تختلف عن القناة العمومية والهدف هو الربح المادي بالأساس ومن هنا تم تأجيل بث هذه القنوات حتى يقوم المجلس الأعلى للاتصال بتعديل هذه المنافسة خدمة للصالح العام وللعلم أن هذا الدور هو من مشمولات المجلس وليس من مشمولات الوزارة وهي الهيكل العام المشرف على الاعلام والاتصال في تونس وعادة ما تكون قرارات هذا المجلس استشارية وليست إلزامية. كما أن المجلس الأعلى للمنافسة سينظر بدوره في هذا الموضوع لايجاد صيغة توافقية حتى لا يطغى الربح المادي على مصلحة الاعلام. مفارقة منتظرة هذا الاشكال كان منتظرا مع دخول الخواص قطاع الاعلام الذي أدخلنا في منطق السوق ولم يقع التفطن إلى هذا الاشكال من قبل، إلا عندما دخلت هذه القنوات الخاصة بالأندية على الخط ووجب تعديل المنافسة وضمان توزيع عائدات الاشهار بشكل توافقي لأن الوضع قد يزداد تعقيدا عندما تطالب فرق أخرى ببعث قنواتها الخاصة، لأن منطق السوق يخضع الى قواعد ولا يمكن تجاوزها وسنبقى بانتظار القرار النهائي الذي من المتوقع أن لا يمنع بث هذه القنوات، بل سيضع شروطا لهذه المنافسة التي كانت منتظرة. هذا الوضع يحيلنا الى هشاشة الاعلام الرياضي الذي أظهر ضعفه، وهنا نتحدث عن الوسائل الاعلامية الخاصة بالأندية، فلو كانت النوادي تمتلك قنوات خاصة بها لما طُرح هذا الاشكال. مواقف الأطراف المهنية اتصلنا أمس بمختلف الأطراف المعنية في هذه القضية الشائكة وكانت هذه أهم الانطباعات والمواقف التي خرجت بها. بادين التلمساني (نائب رئيس الترجي): قرار التأجيل يتجاوزنا لأنه من مشمولات الهيكل المنظم للمشهد الاعلامي والاتصالي في تونس ونحن مطالبون بالالتزام بكل القرارات التي تهم الصالح العام.. نعلم مدى الحسرة في نفوس جماهير الترجي، لكن نعدهم أننا سنحاول تجاوز كل الثغرات إن وجدت وسيتحول حلم مشاهدة قناة خاصة بفريقهم أمرا واقعا في القريب العاجل. زين العابدين الوسلاتي (الناطق الرسمي للنادي الافريقي): بالنسبة لنا لم يصلنا أي إشعار إلى حدّ الآن يخص تأجيل بث قناة الفريق الخاصة التي ستبث على قناة نسمة، لكن في كل الأحوال علينا الالتزام بالقرارات التي ستتخذها الهياكل المختصة، وإذا ما تم إعلامنا رسميا بتأجيل موعد بث القناة فسنحاول معرفة الأسباب وعلى ضوئها سنقرر ماذا سنفعل في اطار القانون. لطفي السلامي (الملحق الاعلامي بقناة حنبعل) أعلمنا بقرار التأجيل في ما يخص بث القناة الخاصة للترجي على شاشة قناة حنبعل ونحن مطالبون بالالتزام بالقرارات واحترام القانون، فنحن لا نغرّد خارج السرب، بل مرتبطون بقانون ينظم المشهد الاعلامي وسننتظر القرار النهائي بشأن هذا الموضوع والأكيد أن التأجيل لا يعني الرفض.. قيس رقاز (رئيس مصلحة الرياضة في قناة نسمة): نحن من جهتنا لم يتم إعلامنا رسميا بتأجيل البث، لأن البث بالنسبة لنا مقرّر انطلاقه في 26 مارس لكن نقول أننا استكملنا كل الاجراءات والترتيبات بخصوص هذا الموضوع ونتعامل في نطاق الشفافية المطلقة مع جميع الأطراف، لكن علينا احترام القانون والالتزام به في جميع الأحوال، وإذا ما وجدت بعض الثغرات علينا تجاوزها في اطار ما يسمح به القانون لضمان انطلاق البث في أحسن الظروف.