ما أكثر «اللجان» حين تعدّها ولكنها في «الرسميات» قليل نعم لجاننا كثيرة. وما أكثرها. اذ لا سبيل لحصرها من لجان الأحباء في ملاعب الأخوة الأعداء الى لجان مجابهة الكوارث الطبيعية الى اللجان الثقافية مرورا بلجان الصفقات طبعا ومن لجان النقل مرورا بلجان التجارة والصناعة. ومن لجان الأحياء وصولا الى لجان التخطيط مرورا بلجان الدعم والمساندة. نعم لكل شيء عندنا لجانه فللتفكير لجانه وللطرقات لجانها وللمقاطع الحجرية والرملية لجانها وللرقابة لجانها وللمساندة لجانها ولجميع التبرعات لجانها ولبناء بيوت الله لجانه ولليقظة كذلك وللإدارة لجانها المتناصفة وحتى أكون صادقا معكم ولا أعرف إن كان نعت المتناصفة من الإنصاف أم من «نُص نُص». ولمن لا يعلم أقول إن للإعلام لجانه وللدعاية لجانها تعنى بألوان العيون وتكبيرها وإبراز غنجها وحورها. اما بؤبؤها فما هو الا مجرد عدسة من البلور او البلاستيك الشفاف وأجفانها من شعر ذيول الخيول وهي عمياء لا ترى شيئا والكل يغني. إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيينا قتلانا نعم لجاننا كثيرة وما أكثرها وربما نتصدّر اليوم طليعة شعوب المعمورة من حيث ارتفاع عددها الذي لا غرابة عندي ان وصل يوما معدلها الى لجنة لكل عائلة تونسية ومع ذلك لا غرابة إن كان لك عند إحداها ملف متأكد ووجدت نفسك مجبرا على مناداة الصبر ليصبر معك هو الآخر تضامنا واحتجاجا على لجان لا تجتمع ولا تبتّ في الملفات إلا إذا كانت أكداسا تحتاج الى لجان النظافة. نعم نحن من أغنى شعوب العالم لجانا ولا نفتقر منها إلا الى لجنة واحدة وحيدة وما أحوجنا إليها: إنها لجنة فرز هذه اللجان حتى نخرج طالحها من صالحها.