ما حدث ليلة الأحد الماضي في لقاء ريال سرقسطة وبرشلونة بفعل ذلك الساحر، ملك الكرة الموهوب ليونال ميسي لم يكن عاديا، بكل المقاييس. ما فعله الفتى الذهبي لبرشلونة كان فوق حدود الوصف وكان السؤال الأخطر الى أين يمكن أن ينتهي؟ هل أنه لا حدود لإبداع وتألق ميسي؟! مواطنه الأقوى دييغو مارادونا كان قال أن ميسي يقدم في سنه ما لم يقدمه هو عندما كان في مثل عمره. مساء أول أمس كان نجمنا السابق والذي لا مثيل له طارق ذياب منبهرا، لا يكاد يقاوم سحر ما قام به ميسي الي حدّ أنه بات يفكر في اعتزال التحليل الرياضي بعد الذي شاهده واستمتع به من أقدام وفكر وقراءة وأهداف ميسي. ميسي صال وجال وسجل ثلاثة أهداف وحصل على ضربة جزاء. ثلاثية ميسي وهي الثانية على التوالي بعد ثنائية كذلك في رابطة الأبطال أمام شتوتغارت في فترة أسبوع فقط كانت رحيقا من الابداع والسحر وقوة اللعب ودقة التهديف.. كانت رحيقا من الفن الكروي الذي لم يقدر ولا يقدر وقد لا يقدر عليه بعد اليوم إلا ليونال ميسي، أنه يستلم الكرة لا بل يفتكها في وسط الميدان ويندفع مراوغا ماسحا بالعشب كل معترض له ولا يهدأ إلا إذا كانت الكرة تسكن في مستقرها وهي شبكة المنافس. هذا الذي في ليونال ميسي غير عادي وهذا الذي يقدمه من فنون الكرة وسحره الذي لا ينضب حتما يجعل دوران «الكرة» الأرضية يتوقف اعجابا وتقديرا واحتراما لموهبته وكم نحن محظوظون لأننا نستمتع اليوم وغدا بلعبه.