تعيش بلادنا على وقع الاعداد للانتخابات البلدية وتتواجد المرأة التونسية في المجالس البلدية بنسبة 27 فاصل 7 بالمائة وهي نسبة مرشحة للارتفاع بقرار رئاسي لتبلغ 30 بالمائة على إثر الانتخابات الحالية والسؤال الذي يفرض نفسه هو: كيف يمكن تفعيل دور المرأة داخل المجالس البلدية؟ «الشروق» تحدثت الى بعض الناشطات في الحقل السياسي والجمعياتي حول المرأة والعمل البلدي. فأفادت السيدة إيمان بالهادي ان الانتخابات البلدية تحظى باهتمام كبير في مستوى القاعدة رغم ان الاعلام لا يوليها الأهمية اللازمة. وأضافت ان المرأة في تونس لها حظوظ وافرة حتى تمارس العمل البلدي وذلك من خلال توفّر الإرادة السياسية الراغبة في ترفيع نسبة حضورها من جهة ومن خلال الثقة التي تحظى بها في مستوى محلي والإيمان بأنها قادرة على تحقيق الاضافة بمدينتها في مجال النهوض بجمالية المدينة والمساهمة في إنجاز المشاريع التنموية والإحاطة بالفئات الهشة والضعيفة. ومن منطلق تجربتها كنائبة رئيس بلدية تونس ذكرت ان المرأة الممثلة في المجالس البلدية مكلفة بجميع اللجان دون استثناء حيث نجدها في لجنة المالية ولجنة الشباب والرياضة ولجنة الأملاك البلدية ولجنة النظافة ولجنة الشؤون القانونية ولجنة العلاقات الخارجية وغيرها... وقالت: إن الارضية متوفرة بالنسبة للمرأة وما ينقص هو مزيد تعزيز حضورها في مستوى رئاسة البلديات والتزام المرأة بأداء الدور الموكول إليها على أحسن وجه. واعتبرت ان العمل البلدي هو خطوة أولى نحو مواقع القرار لأن تحمل مسؤولية محلية او جهوية من شأنه تدريب المرأة على القيام بمسؤولية وطنية. وأفادت السيدة نسيمة غنوشي عضو مجلس النواب وعضو اللجنة المركزية للتجمع وكاتبة عامة للاتحاد الوطني للمرأة التونسية ان العمل البلدي هو نضال وتعبير عن روح المواطنة ولكنه أيضا عمل حساس ومتشعب ويتطلب الصبر والدراية والحكمة في التصرف. وأخذت كمثال على ذلك موضوع النظافة وموضوع إسناد الرخص وموضوع التهيئة وهي كلها مواضيع تتطلب اللمسات النسائية لأن المرأة تهتم بالبعد الجمالي ويمكنها بالتالي ان تساهم في تجميل مدينتها. وقالت: «سيادة الرئيس زين العابدين بن علي أكد في برنامجه الانتخابي على تعزيز التواجد النسائي بمواقع القرار وهي بذلك مطالبة بأن تكون في مستوى الثقة وذلك بواسطة الحرص على الحضور في الاجتماعات والجلسات والإدلاء برأيها في كل المسائل وطرح البديل». ورأت ان المجتمع المدني هو المدرسة الاولى التي تساعدها على فهم عديد المسائل وتساعدها على ان تكون فاعلة في مجتمعها وبدون العمل التطوّعي لا يمكنها ان تتحمل المسؤوليات. وشدّدت على أهمية اختيار المرأة المناسبة لتمثيل المواطن في المجالس البلدية حتى تحقق الإضافة وتلتزم بالدور المنوط بعهدتها. وذكرت السيدة مسعودة بطيخ عضو مجلس النواب ان العمل البلدي هو مسؤولية كبيرة وتتطلب الإيمان القوي بأهمية العمل لأجل الآخر بدون مقابل وأضافت ان المرأة لها من العطاء الذي يجعلها قادرة على العمل البلدي وتحقيق الاضافة في مجال العناية بالمدن ونظافتها وخاصة في مجال تغيير عقلية المواطن التونسي نحو الحفاظ على الممتلكات العمومية. وأضافت ان بعض النساء اللاتي تقلدن مهام رئيسات دوائر واجهن عدم تفاعل العقليات مع التوجهات القاضية بتحسين المدينة كما تواجه المرأة بعض الصعوبات في مستوى أداء المهمة وتطبيق القانون على سبيل المثال في مستوى اسناد الرخص. وذكرت من جهة أخرى ان العمل البلدي مرتبط بملفات كبيرة كالمآوى والمساحات الخضراء والأداءات وتطبيق كراسات الشروط وغيرها وهي ملفات تتطلب الحنكة والدراية الكافية وحسن التصرف. تفعيل المشاركة تواجد المرأة بنسب محترمة في مجالات المساهمة في الحياة العامة هو بالتأكيد كفيل بتحقيق الإضافة ولتكون الإضافة نوعية أفادت السيدة سيدة بن سفطة عضو المكتب التنفيذي لاتحاد المرأة ان المرأة التونسية تستطيع من خلال تواجدها بالمجالس البلدية وعلى رأس الدوائر البلدية والبلديات ان تقدّم الكثير للمجتمع. وعرّجت على أهمية تذليل الصعوبات التي تحول دونها ودون القيام بدورها وذلك من خلال الاطلاع على التجارب السابقة للمرأة في مجال العمل البلدي. وأضافت ان المرأة لها نظرة استشرافية كمواطنة ولها من الخبرة ما يجعلها قادرة على إدارة الشأن البلدي وبالتالي لابدّ من مساعدتها على القيام بهذا الدور من خلال تذليل الصعوبات التي تحول دونها ودون الانخراط في الشأن البلدي.