تعتبر الاستشارة الشبابية الرابعة حدثا وطنيا بارزا يتناسب والأهمية التي يحتلها الشباب في السياسة العامة للبلاد وهي تجسيم لقرار سيادة رئيس الجمهورية في خطابه يوم 03 سبتمبر 1996 بمناسبة اختتام الاستشارة الشبابية الأولى «تونس تصغي الى شبابها» والذي ينص على «ضرورة تنظيم استشارة مماثلة ضمن الاعداد لكل مخطط تنموي للاستنارة بنتائجها والاستفادة من المعطيات التي تبرز من خلالها». وتجسيما لما أذن به سيادة رئيس الجمهورية يوم 20 مارس الجاري لدى اشرافه على الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب بانطلاق الاستشارة الشبابية الرابعة تحت شعار «شباب قادر على رفع التحديات» وبالشروع في انجاز المسح الميداني الذي سيكون منطلقا لاعداد دراسة معمقة حول اوضاع الشباب وسلوكاته وقيمه وتطلعاته بما يوفر لمختلف المؤسسات والهياكل ما تستأنس به من معطيات وتوجهات تساعدها على وضع البرامج والخطط التنموية تولى السيدان سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية ومحمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي اعطاء اشارة انطلاق المسح الميداني بواسطة الاستبيان الذي ينجزه المرصد الوطني للشباب بالتعاون مع المعهد الوطني للاحصاء في كل مناطق الجمهورية بداية من 26 مارس الجاري لتتواصل على مدى شهر. والمسح الميداني هو عملية استطلاع ضخمة لآراء الشباب ومواقفه وسلوكاته وقيمه وتطلعاته تتسم بالصبغة العلمية وبالدقة وبالموضوعية خاصة أن النتائج التي ستنبثق عنها سيتم اعتمادها من طرف اصحاب القرار في اعداد المخططات التنموية والبرامج الموجهة الى الشباب لانها تعكس رؤية الشباب لجملة من المواضيع التي تهم مجالات حياته الاجتماعية كما يتم توظيف هذه النتائج فيما ينجزه المرصد الوطني من بحوث ودراسات لأن تحليل قضايا الشباب يتطلب مقاربة علمية. وتعتبر تونس رائدة في هذا المجال اذ أصبحت الاستشارات الشبابية تقليدا راسخا وفق مقاربة شاملة وسياسة متكاملة تهدف الى التعرف على مشاغل الشباب ورصد تطلعاته وفسح مجال المشاركة أمامه في حركة التنمية والتحديث. وإن ما يكسب هذه العملية أهمية مضافة أنها مقترنة بالعمل التنموي فهي تسبق المخططات التنموية فتوفر تقييما للمرحلة السابقة وترسم طموحات المرحلة القادمة. و قد تم اختصار العينة في الفئة العمرية 18 و 29 سنة تماشيا مع ما جاء في البرنامج المستقبلي لسيادة الرئيس من توحيد سن الرشد وكذلك قرار بالتخفيض في سن الناخب الى 18 سنة. وباعتبار انه في سن الطفولة أي دون 18 سنة هنالك مواضيع ومفاهيم لا يمكن للطفل تمثلها وتشمل العينة 10.000 شاب (4924) وشابة (5076). وتماشيا مع التطورات والتحولات الاجتماعية يطرح الاستبيان جملة من الأسئلة تتعلق بمواضيع مستحدثة مثل الظواهر السلوكية، و مفهوم الوطنية ،والتطوع والخدمة الوطنية، و القيم في سياق التحولات، و عادات المشاهدة والاستماع واستخدام وسائل الاتصال الفردية (الانترنات)، و الاعلام الخدماتي الموجه الى الشباب .. من خلال المحاور الأربعة المتعلقة بالمشاركة والقيم والتنمية والاعلام وتكنولوجيات الاتصال. ولانجاز المسح الميداني تم تسخير ما لا يقل عن 180 اطارا وعونا لتنسيق هذه العملية (8 مشرفين من بين اطارات المعهد الوطني للاحصاء) ومراقبة الباحثين ومتابعتهم (32 مراقبا) ومائة باحث (100) تم اختيارهم من بين الشبان والفتيات الحاملين لشهائد تعليم عال والذين لهم خبرة في مثل هذه المسوحات اضافة الى 40 سائقا سيتولون تأمين تنقل الباحثين. وحرصا على حسن تأطيرهم تم تنظيم ثماني (8) دورات تكوينية واحدة على المستوى المركزي لفائدة المشرفين والمراقبين ايام 10 و 11 و 12 مارس الجاري وسبع (7) على المستوى الاقليمي لفائدة الأعوان الباحثين أيام 17 و 18 و 19 مارس 2010.