من منّا لا يبهره المحامي والوجه التلفزي البارز فتحي المولدي بفصاحته وبلاغته التي دخل بها إلى قلوب التونسيين دون استئذان بداية من «بالمكشوف» إلى «ستاد7» إلى «الحق معاك» البرنامج الذي يلتقي فيه عشاق الأستاذ مع تحاليله ومواقفه فمرة يدافع عن مظلوم ومرة يكشف حقيقة ومرّة ينير السبيل أمام المشاهد هذا هو الأستاذ فتحي الذي استقبلنا في مكتبه وكان في منتهى اللباقة زادتها روعة صراحته وجرأته فكان هذا الحوار مع ضيف من الحجم الثقيل! فتحي المولدي من البرامج الرياضية إلى البرامج الاجتماعية وتلفزيون الواقع، كيف كانت هذه النقلة النوعية في مسيرتك التلفزية؟ بالنسبة للبرامج الرياضية فقد ساعدتني تجربتي في الإعلام الرياضي والصحافة المكتوبة باللغة الفرنسية لذلك كان دخولي إلى مجال البرامج الرياضية منطقي خاصة أني كنت لاعب كرة قدم في شبيبة العمران والترجي الرياضي لذلك لست دخيلا على الكرة التي مارستها منذ الصغر إضافة إلى ولعي الكبير بالرياضة أما بالنسبة للبرامج الاجتماعية فأنا بالأساس رجل قانون وأستاذ جامعي بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس ومحام منذ 25 سنة لذلك كان دخولي لبرنامج اجتماعي له جانب قانوني أمر طبيعي باعتبار أن ذلك مجال اختصاصي وأنا أؤمن بأن أي إنسان يجب أن يكون ملما بالميدان الذي يعمل فيه وأنا لست دخيلا لا على الرياضة ولا على برامج المجتمع. برنامج الحق معاك وصف بأنه ساهم في نشر غسيل الناس في التلفزة ونشر ثقافة البكاء والنواح هل من رد على هذه الانتقادات؟ لا أعتقد أن ذلك صحيح ربما البكاء في برامج أخرى موجود ولكن الحق معاك هو برنامج راق جدا وهو صوت المواطن الذي لم يحصل على حقه وتاه في الطريق فبرنامج «الحق معاك» لا يمكن حشره في خانة برامج البكاء وحتى لو حصل ذلك أي البكاء فلأن حالة السخط حقا تبكي ويرثى لها مثال حادث مرور طبيب له عجز مالي كبير ولكن غايتنا ليست البكاء وفي الحق معاك نحن لا نتاجر بمشاعر الناس بل نتاجر بحقوق الناس (المتاجرة بمعنى إيصال حقه) فعندما يأتيني شخص منهار تماما على كرسي متحرك ثم يخرج من البرنامج يضحك من قلبه لأنه حصل على حقوقه ويعتبرون ذلك متاجرة فمرحبا بهذه المتاجرة فنحن لا نتاجر والنتيجة أمام المشاهد فنحن نقدم الحلول وما يحز في نفسي أن البعض حشر كل برامج تلفزيون الواقع في خانة واحدة واعتبروها كلها برامج تتاجر بمشاعر الناس. ساهمت عدة حلقات من البرنامج في إحداث ضجة إعلامية هل أن هذا هو هدفكم من البرنامج؟ الغاية من البرنامج ليست إقالة المسؤولين ولا إدخال البلبلة في الإدارات غايتنا نبيلة وشريفة وهي إيصال الحقوق لأصحابها، غايتنا نبيلة وشريفة في البرنامج لذلك هاجسنا الوحيد هو الدفاع عن حقوق المواطن. هل صحيح أنك ممنوع من تعاطي مهنة المحاماة بسبب حضورك في التلفزة؟ هذا غير صحيح وكل ما في الأمر أن بعضهم روّج لذلك وأنا لم أتوقف ولو لحظة عن ممارسة مهنتي و هذا من حقي ففرع تونس للمحامين اتخذ قرارا وهذا القرار وقع الطعن فيه أمام محكمة الاستئناف والقضاء سيقول كلمته قريبا في هذا الصدد وفي الأثناء أنا محام أمارس مهنتي المقدسة التي تشكل مورد رزق لي. يعاب عليك أنك تجامل معز بن غربية دائما؟ كل إنسان له «تركيزة كلام وأنا تركيزة كلامي شُوف يا معز» وأقول ذلك حتى في الشارع وهي كلمة تلقائية تفاعل معها الشارع التونسي وليست بيني أي مجاملات مع معز بن غربية وأنا أؤكد لك أن أكثر شخص قاس على فتحي المولدي هو معز بن غربية وأكثر شخص قاس على معز بن غربية هو فتحي المولدي وهذه القسوة في العمل تعكس غايتنا الواحدة إنجاح برامجنا. لماذا توقفت تجربة ستاد7 بعد كأس إفريقيا؟ رغم انسحاب الفريق الوطني فإن ستاد7 حافظ على نسبة مشاهدة عالية وقتها وشد المشاهد ولكن مرت 23 حصة ممتازة ولا تنسى أنه في وقت بث «ستاد7» توقف الحق معاك فلا يمكن لفتحي المولدي ومعز بن غربية أن يظهرا مرتين حتى لا يكون في الأسبوع ظهورنا من أجل الظهور ولكن ما أؤكده لك أن ستاد7 سيعود للتلفزة وستكون مفاجأة للجمهور. ما هو تعليقك على حادثة إقالة أحمد المغيربي من الأحد الرياضي هل هو ظالم أم مظلوم؟ أنا ضد الإقالات بسبب إنسان أعطى رأيه ولكن في نفس السياق أقول إن أحمد المغيربي في تلك الحصة تجاوز نسبيا دوره كمحلل رياضي وأعطى انطباعات شخصية خاصة جدا كان بإمكانه أن يقولها خارج التلفزة وبقدر ما لا أقبل أن يقال إنسان من أجل رأيه بقدر ما أقول إن الإعلام له ضوابط وخطوط حمراء. وأحمد المغيربي تجاوز حدود دوره وهو التقديم والتعليق إلى قناعات شخصية لا يمكن أن تقال في تلفزة وطنية وأنا ضد ما قاله المغيربي لأن كلامه فيه تحقير ومس من الشخص وأتمنى أن تطوى هذه الصفحة. ولكن ألا تعتقد أن الجمهور الرياضي خسر أحمد المغيربي بقطع النظر عن الحادثة؟ نعم، خسرنا أحمد المغيربي، فالمغيربي له قيمة في التحليل وهو إنسان له مبادئ وشخصيته طريفة إلى درجة أن طرافته تجاوز بها الضوابط لذلك يجب الإبقاء على القناعات الخاصة خارج التلفزة ومن الناحية القانونية ما قام به المغيربي ليس ثلبا ولكن أخلاقيا ذلك قمة الثلب!! ألا ترى أن المشاهد التونسي لا يرحم أخطاء الوجوه التلفزية؟ التلفزة أخطر جهاز والناس تحاسبك على تقاسيم وجهك وابتسامتك وكلامك وصمتك وتحركاتك ولا يفوتها صغيرة ولا كبيرة. والحمد لله أنني بعد أكثر من 5 سنوات تلفزة مازلت مازلقتش. تصريحك بأنك تجد النجم الساحلي اثار حفيظة البعض؟ أنا ولد باب سعدون ومن عائلة ترجية لعبت في الترجي ولي حنين خاص للترجي ولكن أيضا لي علاقات كبيرة مع فريق جوهرة الساحل النجم وأنا ابنتي تحب النادي الإفريقي وزوجتي بنت الملعب التونسي ولما دخلت الإعلام الرياضي كان عمري 17 سنة ومن وقتها تعلمت الموضوعية والتعصب عندي مات منذ دخولي للإعلام والتعصب الوحيد الذي بقي لي تعصبي للفريق الوطني التونسي.