هلك شاب في عقده الثالث من العمر إثر سقوطه مساء أول أمس في بالوعة صرف صحي في لالة بقصر قفصة فيما أصيب ثلاثة آخرون بحالة اختناق أثناء محاولتهم التدخل لإنقاذ حياته. وتشير المعلومات المتوفّرة الى أن صاحب محطة وقود بمنطقة لالة بالقصر طلب من أحد المقاولين بتطهير بالوعة الصرف الصحي بمحطته وحوالي الساعة السابعة من مساء أول امس حلّ العامل نورالدين عرعاري (27 سنة) على متن جرّار مزود بخزان وخرطوم شفط وشرع في تطهير البالوعة وتمكّن من شفط حمولتين وفي المرة الثالثة تعطّب خرطوم الشفط فنزل العامل داخل البالوعة يتفقده وأثناء تحريك الأوساخ والمياه الراكدة استنشق بعض الغازات ففقد وعيه وسقط داخل الأوحال فتفطّن إليه قريبه وكان يساعده في عمله وقفز بدوره داخل البالوعة فأصيب بحالة اختناق وعلا صراخه فالتحق به أحد عملة محطة الوقود وحاول انقاذهما لكنه أصيب بحالة دوار واختنق بدوره فهبّ عدد كبير من حرفاء احدى المقاهي القريبة وتطوّع أحدهم بالنزول للمساعدة في الانقاذ فاختنق بدوره واستنجد بعض الحاضرين بأعوان الحماية المدنية فحلّوا على الفور وتمكنوا بمساعدة عدد من المواطنين من إنقاذ ثلاثة على عكس العامل الاول (نورالدين) الذي توفي على عين المكان فانتشلوا جثته وتم نقلها ونقل المصابين الى المستشفى الجهوي بقفصة وأكد الطبيب المباشر وفاة الهالك قبل فترة قصيرة من وصول الجثة، وتم الاحتفاظ باثنين من المصابين تحت الرعاية الطبية المركّزة لخطورة حالتهما. وتشير آخر الأخبار الى أن حالتهما تحسّنت بشكل جيد منذ صباح أمس. وغادر الرابع المستشفى بعد تلقيه الاسعافات الطبية اللازمة. وأثناء تواجدنا بالمستشفى اكتظ قسم الاستعجالي بأقارب الهالك والمصابين وعلا صراخهم في كل الارجاء وكان عدد كبير منهم (زوجة الهالك ووالدته ووالده وأشقاؤه) يلطمون وجوههم لهول الفاجعة التي لحقتهم فكان فعلا مشهدا مؤثرا في نفوس الحاضرين ذلك ان الهالك شاب لم يتجاوز عقده الثالث وعرف باستقامته وتفانيه في عمله رغم عوزه وخصاصته وقد ترك زوجة وطفلا لم يتجاوز عمره التسعة أشهر. ورغم شدة اكتظاظ المستشفى فإن أعوان الأمن والإطارات الطبية تدخلوا برفق ولطف لتيسير عمل الاطباء والممرضين. كما تحوّل ممثل النيابة العمومية وقاضي التحقيق الى مكان الواقعة للمعاينة. وتحوّلنا صباح امس الى منزل عائلة الهالك فلاحظنا وجوما وتأثرا على عدد كبير من جيرانه وأصدقائه ولما شرع والده في محادثتنا أجهش بالبكاء ولم يستطع مواصلة الحديث معنا، وأجابنا بجهد جهيد أنه بقدر إيمانه بقضاء الله وقدره فإن فاجعته في ابنه كانت كبيرة جدا لأنه غادره قبل وقوع الحادثة ضاحكا مبتسما كعادته . أما شقيقه الأكبر بولعراس فلم يستطع ان ينبس بكلمة وكان صوته أبحّا وعيناه زائغتان وهو لا يصدّق الى غاية اللحظة وفاة شقيقه. كما تعذّر علينا محادثة والدة الهالك وزوجته لشدة تأثرهما وكبير صدمتهما. وتجدر الاشارة الى ان الهالك التحق للعمل مع مقاول منذ حوالي سنتين وكان يعيش مع أسرته الصغيرة الخصاصة في منزل متواضع بأحد الأحياء الشعبية بقصر قفصة وكان في غالب الأحيان يعمل بصفة عرضية كعامل يومي حتى يعول طفله وزوجته ورجانا جمع من أقاربه ومن الحاضرين توجيه نداء الى السلط الجهوية لمراعاة خصاصة عائلته ويتم طفله من بعده ومساعدتهما. أما صاحب المحطة فأعرب لنا عن عميق تأثره بما حصل وأكد مواساته وعزاءه لأسرة الهالك وعائلته.