احتضنت دار الثقافة الشيخ إدريس ببنزرت مؤخرا لقاء فكريا موضوعه الزمن المدرسي أشرف على تنظيمه المكتب الجهوي لمنظمة التربية والأسرة ببنزرت وحضره بالخصوص المدير الجهوي للتربية وعدد هام من التلاميذ والأولياء والمربين وذلك تفاعلا مع ما يتضمنه البند 14 من البرنامج الرئاسي 20092014 من «تطوير للزمن المدرسي بما يوفق بين التعلّم والتثقيف والترفيه». وقد استهل هذا اللقاء بمداخلة قدمها مرشد في التوجيه المدرسي والجامعي طرح خلالها شواغل محورية لا سيما منها دوافع التفكير الآن في موضوع الزمن المدرسي ومواطن الضعف في النموذج الحالي، وإلى أي مدى يمكن التوفيق بين مقاربات كل الأطراف من تلاميذ وأولياء ومربين وإدارة ومجتمع مدني في صيانة مشروع بديل للزمن المدرسي ولخّص المرشد التربوي أهم النتائج التي أفضى إليها استبيان جهوي حول الزمن المدرسي وُجّه إلى عديد التلاميذ والأولياء والمربين وكشف عن اتفاق كبير بينهم في تصور الزمن المدرسي المستقبلي المنشود. شواغل عامّة قضايا متشعبة طرحت خلال هذا اللقاء الجهوي لا سيما منها اختلال التوازن بين الثلاثيات، على مستوى الزمن والضارب ذلك أن الثلاثية الأولى رغم أنها الأطول في السنة الدراسية إلا أن ضاربها في المعدل 1 فحسب في حين أن ضارب الثلاثيتين الثانية والثالثة 2 رغم قصرهما. واقترح عدد هام من الحاضرين استبدال نظام الثلاثيات بنظام السداسيتين والتدريس حصة واحدة صباحا على منوال الدول الخليجية واعتماد نظام المراقبة المستمرة بدلا عن نظام الأسبوع المغلق والتخفيف من المواد وساعات التدريس. ودعت إحدى المعلمات إلى مراجعة مواد التدريس في الإعدادي والثانوي وأكدت على ضرورة تكليف مربين مختصين في تعليم الموسيقى والرسم لتدريس هاتين المادتين ودعا مدير أحد المعاهد إلى إدراج ساعات التنشيط الثقافي والترفيهي ضمن ساعات الدراسة واقترح تقسيم المواد إلى 3 أصناف يدرّس بعضها على طول السنة ويدرس البعض الآخر بالتناوب في نظام سداسي وذلك استئناسا بالمنوال المعتمد في التعليم العالي وقد أشار الحاضرون في هذا اللقاء إلى كثرة إضاعة الوقت في الزمن المدرسي الحالي لا سيما بسبب الأسابيع المفتوحة والمغلقة وأسابيع الإصلاح. وأشار السيد المدير الجهوي للتربية ببنزرت إلى أنه لا وجود لزمن مدرسي مثالي أو أنموذج جاهز يحتذى به و بيّن أن الموجود هو ما قلّت مساوئه خاصة بالنسبة إلى المتعلمين ولاحظ أن الزمن الدراسي الحالي له إيجابيات عديدة إذ تفاعل معه كل الأطراف وجُرب ورتبنا حياتنا على نحوه وقال لا بد من الحذر من التبديل المفاجئ غير المدروس للزمن المدرسي واقترح إجراء امتحانات المواد الأساسية في الأسبوع المغلق وأن تجرى امتحانات بقية المواد في تقييم تكويني جزئي مستمر. شواغل خاصة وقد أكد عدد من التلاميذ والأولياء الحاضرين في هذا اللقاء الفكري أن الزمن المدرسي في المدارس الإعدادية والمعاهد النموذجية يطرح شواغل إضافية بالخصوص منها تسابق التلاميذ المحموم وراء أحسن المعدلات، وقيام التعليم فيها على سلسلة من الامتحانات المتتالية المتسارعة التي تفتقر لمجال للأنشطة الترفيهية التثقيفية وصعوبة تأقلم التلاميذ مع أجواء المنافسة القوية على المرتبة الأولى وانكبابهم على الدراسة وتحسين النتائح فحسب دون تفكير في الترفيه في المؤسسات النموذجية. العنف والتعنيف وأشار بعض المربين إلى أن من شأن الزمن المدرسي غير المناسب للمتعلمين أن يُفرز سلوكيات عنيفة لدى الناشئة بسبب الضغوط النفسية التي يعيشها التلاميذ لا سيما في المدارس الإعدادية والمعاهد وفي هذا السياق أكد المدير الجهوي للتربية أن العنف في الوسط المدرسي تهديد للمنظومة التربوية. وبيّن أن حالات العنف معدودة واستثنائية جهويا ووطنيا وليست هي القاعدة وذكّر بأن هدف نظامنا التربوي تنشئة الشباب على القيم السامية الثابتة والاعتزاز بالهوية الوطنية ومبادئ المواطنة في تربية شاملة متكاملة وحذّر من التعنيف الذي يتولد عنه العنف في الوسط المدرسي. تظاهرة تنشيطية حول المقاربات المتجددة للحوار مع الشباب دار الشباب زاوية الجديدي تعتبر دار الشباب زاوية الجديدي من معتمدية بني خلاد من أهم المؤسسات الشبابية المتميزة بمبادراتها التنشيطية وإشعاعها على محيطها خاصة من خلال عديد المجموعات التنشيطية الناشطة في اختصاصات الماجورات وصغار «الطبالة» والمسرح والموسيقى. وفي إطار الاحتفالات بالسنة الدولية للشباب وامتدادا للبرنامج الوطني للحوار مع الشباب تستعد الدار لتنظيم تظاهرة كبرى حول الشباب «الواقع ورهانات المستقبل» تهدف أساسا حسب ما أفادنا السيد محمد الناصف مدير المؤسسة إلى ملامسة شواغل شباب الجهة في ميادين التشغيل والإعلام الموجه للشباب والعمل الجمعياتي وذلك من خلال منابر حوار مع عدد من الأخصائيين في هذه المجالات وهو ما سيساعد على تنمية ملكات التفكير النقدي وتطوير مهارات التواصل إضافة إلى تمكين الجمهور المستهدف من معرفة كافة الآليات والتشجيعات التي وضعتها الدولة على ذمة الشباب خاصة في مجال التشغيل يباعتباره الهاجس الأول للجميع وفي مجال الإعلام الخدماتي بمختلف تجلياته. الأستاذ محمد عبد الواحد المشرف على فعاليات هذا المشروع التنشيطي الذي تحتضنه زاوية الجديدي يومي 26 و27 فيفري 2010 أفادنا أنه إضافة للأهداف المعلنة من وراء تنظيم هذا النشاط المميز فإن المؤمل هو دعم آلية العمل الشبكي والتشاركي مع بقية الهياكل والأطراف المعنية مثل المكتب الجهوي للشبيبة المدرسية بنابل ومندوبية الشباب والتربية البدنية بالولاية وفروع المصائف والجولات وطلبة التجمع بالجهة وإطارات جمعية قدماء بئر الباي، هذا إلى جانب اطلاع المشاركين على معالم التنمية بالبلاد من خلال برمجة زيارات استطلاعية إلى جسر رادس حلق الواد ومطار النفيضة والميناء الترفيهي بالحمامات الجنوبية مع تكريم أفضل المشاركين في ورشات العمل التي تنتظم كامل اليوم الأول للخروج بجملة من الاقتراحات والتوصيات مع استقراء الاحتياجات الخصوصية لشباب الجهة في المواضيع المتطرق إليها وفي ذلك تجسيم لمقاربة متجددة للحوار الدائم مع الشباب بعيدا عن الظرفية والمناسباتية.