«يوفَى مال الجدّين، وتبقَى صنعة اليدين» هكذا قال الاولون ليرسخ قولهم مثلا ومثالا في تراتثنا الشعبي النفيس، يجسم بعمق مكانة ورفعة عمل الحرفيين في اكتساب الرزق والكرامة معا، لذلك كانت مراكز التكوين في البلدان الراقية، ملاذ من تعثّروا في مراحل التعليم، والوسيلة الفاعلة لتحقيق هذه الغاية النبيلة... في نفس هذا الاطار، كانت لنا زيارة الى مركز التكوين والتدريب المهني لمدينة منزل بورڤيبة من ولاية بنزرت الذي له تجربة تناهز العشر سنوات ويتضمن عديد الاختصاصات لكلا الجنسين منها صناعة الملابس والاحذية، وغراز المواد المنسوجة وغير المنسوجة، وحرف أخرى متفرعة، كما نجد الطبخ وصناعة المرطبات من أهم تلك الاختصاصات المستقطبة لهؤلاء إلا أن توزيع المتربصين حسب الاختصاص ونمط التكرين، يتم عبر دراسة متناغمة مع تحقيق المعادلة... ويمكن القول خلال هذه الفترة القصيرة نسبيا مثلما أفادتنا السيدة صلوحة الشتيتي، مديرة المركز أنه حقق الاضافة إثر تسجيل ضعف طاقة الاستيعاب، ضمانا لاوفر الفرص، وبالتوازي مع ذلك تم توزيع ساعات أو مواقيت ومجالات التدريب والتكوين المهني في نطاق شراكة مع بعض المؤسسات الاقتصادية، والتكوين المتواصل، ويلتقيان في الحصول على شهائد منظرة بعد المدة المحددة لاكتساب الكفاءة والمهارة... هذا الى جانب الدروس التكميلية للتدريب والثقافة العامة بهدف تحسين المعارف واللغات بتسهيل الادماج والاندماج في سوق التشغيل... وفي خصوص هذه المرحلة، تتدخل الادارة لايجاد الحلول العملية لموارد الرزق عبر الانتداب لدى المؤسسة المتصلة بنفس الاختصاص، أو بالمساعدة في حالة الانتصاب للحساب الخاص عن طريق الهياكل المموّلة، بالاضافة الى تواجد حالات أخرى معدودة تعتمد التعويل والتمويل الذاتي... ثم لابد من التوضيح أن امكانية مواصلة التكوين متوفرة للحصول على درجة أعلى في ترتيب الشهائد التقنية التي تكفلها الوكالة التونسية للتكوين المهني... هذا إجمالا، ما يشمله مركز التدريب المهني بمنزل بورڤيبة من أنشطة واختصاصات، الى جانب صورته الناصعة بما يحتويه من التجهيزات ومعدات التكوين الحديثة فضلا عن الاحاطة والمتابعة المؤطرة... أما التميز الفعلي من ناحية أخرى، فإنه يكمن في البادرة التي احتواها هذا المركز لتكوين مجموعة من أبنائنا ذوي الاعاقة في مجال الطبخ والمرطبات، ضمن اتفاقية مع الجمعية التونسية لمساعدة الصم فرع بنزرت للسنة الثانية على التوالي، والذين أكدوا حقا امتيازهم وتميزهم بصفة مشرفة جدا... وهي للأمانة مساهمة نبيلة، من المهم تثمينها، لكن الاهم، تعميمها على جل أو كل مراكز التكوين عبر جهات الجمهورية... كما من الضروري كثيرا، التذكير بما يوليه الرئيس بن علي من دعم ودعائم للتكوين المهني عموما، على غرار ما جاء بأحد خطبه المرجعية، حينما قال: «إننا نراهن كثيرا في هذه المرحلة على التكوين المهني كمقوّم أساسي في المنظومة التربوية، وعامل جوهري لانجاح برامج النهوض بالتشغيل».