نفذت امس القوات الصهيونية عملية اغتيال جديدة اسفرت عن استشهاد مقاومين اثنين في احد احياء مدينة غزة بعد ان كانت اعتداءاتها قد اوقعت في اليوم السابق شهداء آخرين من بينهم طفلة.. واستمر العدوان بهذه الوتيرة العالية في وقت تزايدت فيه تهديدات الصهاينة ضد الحرمالقدسي الشريف سواء من خلال اعتداءات محتملة او من خلال محاولة جماعات يهودية اقتحام الحرم لوضع اول حجر تمهيدا لبناء الهيكل الثالث المزعوم على انقاض المسجد الاقصى والمسجد لعمري. وتفاقمت امس الحملة التي تشنها جماعات ارهابية صهيونية من بينها جماعة «امناء جبل الهيكل» وتقول جميعها انه لابدّ من تدمير الحرم القدسي الشريف (الذي يضم مسجد قبة الصخرة والمسجد الاقصى ومواقع اسلامية اخرى منها المصلى المرواني اضافة الى حائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى). الحرم الشريف مهدد ونشرت امس الشرطة الاسرائىلية الآلاف من عناصرها حول الحرم الشريف في وقت يحيي فيه اليهود ما يزعمون انها ذكرى تدمير «الهيكل» بايدي الرومان عام 70 بعد ميلاد المسيح وفق التقويم العبري. ومقابل الآلاف من افراد الشرطة الصهاينة كانت هناك عدة آلاف من المتطرفين اليهود الذين تجمعوا عند حائط البراق. وقالت الشرطة الاسرائىلية انها منعت دخول اسرائىليين الى باحة الحرم الشريف تحسبا لاندلاع اضطرابات او حدوث اعتداء ارهابي يهودي على الحرم وعلى المصلين داخله. وكانت مصادر اسرائىلية اشارت في نهاية الاسبوع الماضي الى ان ارهابيين صهاينة يخططون لشن هجوم على المسجد الاقصى بواسطة طائرة مفخخة بطيار او بلا طيار. وكانت جماعة «أمناء جبل الهيكل» الصهيونية التي دعت صراحة الى تدمير الحرم الشريف لإقامة الهيكل الثالث المزعوم قد طلبت من الشرطة الاسرائيلية ادخال حجر كبير يزن 6 اطنان الى باحة الحرم القدسي ليكون حجر الاساس للهيكل الذي سيكون الثالث باعتقادهم بعدما دمّر الرومان هيكلين اثنين كان مكان الحرم وفق ادعاءات اليهود. ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية عن رئيس امناء جبل الهيكل «يهودا عتصيون» قوله ان «تفجير المسجد الأقصى ضروري والكثير من رفاقي يعتقدون ذلك». واضاف عتصيون: لإقامة الهيكل الثالث يجب ازالة قبة الصخرة... ليس هذا فعلا مطلوبا فقط بل هو ضروري وسيقود الى ثورة قيمية وثقافية.. وأثارت التهديدات الصهيونية المختلفة ضد الحرم الشريف حالة «استنفار» بين القائمين على شؤون الحرم الذين شددوا المراقبة على هذا الصرح الاسلامي الشريف لاحباط اعتداء محتمل بما في ذلك محاولة اقتحام الحرم من جانب المتطرفين الصهاينة. حرب الإبادة متواصلة وعلى الميدان استشهد امس مقاومان في حي الشجاعية بغزة في اطار عملية اغتيال نفذتها وحدة خاصة اسرائىلية. والى جانب الشهيدين وهما فادي المغني (22 عاما) وهو ناشط في حركة «حماس» وماهر ابو عطا (26 عاما) جرح 5 فلسطينيين آخرين في العملية الاسرائىلية التي استهدفت منزلا تحصن فيه مجموعة من المقاومين. وحدث اشتباك داخل المنزل المحاصر وفي محيطه استشهد خلاله المقاومان الفلسطينيان. وكانت القوة الاسرائىلية التي نفذت العملية قد تسللت فجر امس الى شرق حي الشجاعية وحاصرت المنزل الذي يوجد بداخله افراد المقاومة. كما احتل الجنود الصهاينة منازل مجاورة. واستشهد امس ايضا الفتى ماهر الشاعر (17 عاما) متأثرا بالجروح الخطيرة التي اصيب بها قبل حوالي 10 أيام في رفح وكانت قوات الاحتلال قد دفعت اول امس بتعزيزات كبيرة الى حاجز التفاح غربي خان يونس. وفي خان يونس تحديدا كان الرصاص الصهيوني قد اصاب اول امس الطفلة سارة زعرب (12 عاما) مما ادى الى استشهادها اثناء نقلها الى المستشفى. وفي الضفة الغربية، تواصلت امس التوغلات والاعتقالات في اكثر من منطقة.