«كاتبة تعيش في شقة صغيرة، و حيدة.. قطّتها تقاسمها أحزانها وتخفف عنها عزلتها ووحدتها. لكن هذه المؤلفة لا تعطي أهمية للحياة... همها الوحيد نشر كتبها.. وحياتها هي الكتابة..». تلك هي حياة بطلة الفيلم القصير «الصفحة الأخيرة» للمخرجة السينمائية سارة العبيدي. في «الصفحة الأخيرة» تشاهد الممثلة سندس بالحسن تعيش مع شخصيات كتابها في الخيال في كل مرة تظهر لها شخصية، الى أن ظهرت جميع الشخصيات معا في نفس القطار التي كانت تركبه للذهاب الى منزل والديها في الواقع.. هناك وجدت اللامبالاة من الوالدين المنغمسين في لعب الورق... ففي المرة الأولى التي وجدت فيها الموافقة على نشر كتابها... تصطدم بلا مبالاة وعدم اكتراث والديها للموضوع... فتعود أدراجها الى شقتها في القطار كالعادة وفور النزول منه تتناثر الاوراق في محطة القطار... ليكون المشهد الأخير من «الصفحة الأخيرة». نقائص قصة «الصفحة الأخيرة» انطلقت إذن من فكرة الاضطهاد الذي يتعرض له المبدع عوما وجسّدت بالاضطهاد الذي يتعرض له الكاتب على وجه الخصوص لكن المشاهدة العينية للفيلم، تجعلك تقف عند مجموعة من النقائص، لعل ابرزها ان طريقة سرد الحكاية لا تخلو من الضبابية، بالاضافة الى ان عديد الجزئيات لا تخدم سير هذه الحكاية المتحدث عنها، ويبدو ان ذلك يعود الى فكرة تجديد في السينما التونسية، أرادتها صاحبة هذا الفيلم القصير الذي يدوم 26 دقيقة من الزمن. عقدة السينما التونسية ومن الجزئيات الدقيقة في هذا الفيلم تلك التي تظهر فيها البطلة عارية تماما.. تخرج من حوض الاستحمام لمطاردة قطتها... ثم الردّ على المكالمة الهاتفية، ورغم ان هذا المشهد قد يحمل بعض المعاني الا ان ذلك لا ينفي ان هذا المشهد كان يمكن التخلي عنه وبالتالي تجنّب هذه العقدة السينمائية التونسية، التي اصبحت كالتوابل التي تنضاف الى طبخة أفلامنا كلما احسّ مخرجوها ان هناك بعض النقائص في أفلامهم... وهذا الباب «إن توسّع القول فيه طال وإن رمي بالقصد جاز».. الجذاذة الفنية «الصفحة الأخيرة» كما أسلفنا الذكر فيلم لسارة العبيدي وهو من انتاج شركة «سينارجي للانتاج» ابطاله كل من سندس بالحسن ومعز مرابط وتوفيق العايب وجمال المداني وأنيسة لطفي وسالم بن يحيى والطفل ياسين قطيطة. وما يمكن التنويه به في هذا الفيلم هو جمالية الصورة والتي اشرف عليها السينمائي علي بن عبد الله زوج كاتبة سيناريو «الصفحة الأخيرة» ومخرجته وهذا تقريبا أبرز ما يشدّ المشاهد في هذا الفيلم القصير.