تونس 5 جانفي 2011 (وات)- تاريخ حافل بالانتاجات السينمائية في تونس وثقته وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بمناسبة الاحتفال الوطني بسنة السينما(2010) ضمن كتاب بعنوان "دليل السينما التونسية"، جاء في شكل فهرس يستعرض الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة المنتجة منذ سنة 1966 ،تاريخ تصوير أول فيلم لعمار الخليفي "الفجر" ووصولا إلى فيلم"آخر ديسمبر" لمعز كمون الذي تابعه جمهور السينما سنة 2010 . ويمكن هذا الدليل القارئ من الاطلاع على المسيرة السينمائية الحافلة بالانتاجات في تونس والتي تعكس النهضة التي شهدها الفن السابع بفضل جهود مشتركة بين رواده وبين القائمين على الهياكل الرسمية المشرفة على القطاع زمن التأسيس وكان أولها قسم السينما بوزارة الشؤون الثقافية الذي ترأسه الطاهر شريعة منذ إنشائه سنة .1956 ووفرة الإنتاج هذه يعكسها عدد الأفلام الموثقة في هذا الدليل الذي تضمن جذاذات ل108 فيلما موزعة على 116 صفحة ومدعمة بمعلقات وملخصات فضلا عن لمحة حول المسيرة الفنية لمخرج كل عمل. وتم تخصيص الصفحات الأخيرة للكتاب الذي ورد في نسخة أنيقة لتقديم بيانات هامة حول المخرجين وشركات الإنتاج والتتويجات التي حظيت بها الأفلام التونسية وصنعت مجد الفن السابع في الداخل والخارج. وتصدر فيلم "في بلاد التررني" للمخرجين فريد بوغدير وحمودة بن حليمة وهادي بن خليفة الحائز سنة 1975 على الجائزة الكبرى للسينما الفرنكفونية قائمة الأفلام المتوجة بالجوائز الكبرى والذهبية ليتلوه فيلم "السفراء" للناصر القطاري ،أول فيلم تونسي فاز بالتانيت الذهبي في أيام قرطاج السينمائية سنة 1976 والذي يعد أيضا أول فيلم تونسي يبرمج في المسلك التجاري بأوروبا. وتتيح البيانات التي تضمنتها جذاذات الأفلام المذكورة في الدليل الاطلاع على العدد الهام من التتويجات بشكل عام التي حصدتها الأفلام التونسية منذ بداياتها مثل فيلم "المختار" لصادق بن عايشة الذي يعد أول فيلم تونسي متوج بالتانيت البرونزي لأيام قرطاج السينمائية (1968) وفيلم "خليفة الاقرع" الحائز على نفس الجائزة سنة 1970 من التظاهرة ذاتها وأفلام "صمت القصور" لمفيدة التلاتلي و"آخر فيلم" للنوري بوزيد (2006) و"الدواحة" لرجاء العماري (2009) التي تعتبر الأكثر تتويجا في المحافل السينمائية العربية والدولية. وفي انتظار صدور دليل الأفلام التونسية القصيرة الذي تنكب الوزارة على إعداده لتنتهي من عملية التاريخ المكتوب للأعمال السينمائية بكل أشكالها، يبقى "دليل السينما التونسية" الصادر في ثلاثة لغات (عربية وفرنسية وانقليزية) مرجعا هاما للبحث محملا ببيانات توثيقية ثرية تتيح للقارئ الاطلاع على ما أنتج في هذا المجال منذ نشأة السينما التونسية.