اعداد المنصف بن عمر عرض خلال أيام قرطاج السينمائية الأخيرة أكثر من 80 فيلما قصيرا تونسيا بين مختلف أقسام المهرجان... وأكثر من ذلك فإن السينما التونسية لم تتحصل على جوائز في هذا المهرجان الا بفضل الأفلام القصيرة... اذن تميز الأفلام القصيرة كان على مستوى الكم والكيف، وهو ما جعل الحديث في كواليس أيام قرطاج السينمائية يتركز بالخصوص حول هذا الصنف من الانتاج السينمائي... وذهب البعض الى اعتبار الفيلم القصير التونسي هو البديل في ظل تراجع الأفلام الطويلة والبعض الآخر نادى ببعث مهرجان دولي للأفلام القصيرة... لكن أصوات أخرى أكثر اعتدالا تعتبر هذه الأفلام مرحلة لابد منها بالنسبة الى كل مخرج وهي أفلام فيها الغث والسمين وهي شكل قائم بذاته لا يمكن أن يكون بديلا للأفلام الطويلة... حاولنا رصد بعض آراء صناع الأفلام في تونس من الجيل القديم والجيل الجديد فكانت هذه الحصيلة. النوري بوزيد (مخرج) : رؤى جديدة ما شهدته خلال أيام قرطاج السينمائية من أفلام قصيرة يبشّر بميلاد جيل جديد من السينمائيين التونسيين. هذا الجيل يحتاج الى المساعدة والتأطير والى المزيد من الوقت حتى يثبت ذاته، خصوصا وأنه أبرز جدية في التعامل مع هذا الفن، وهناك الكثير من الأفلام التي شاهدناها التي تجعلنا نتفاءل بمستقبل السينما التونسية. هذا الجيل باستطاعته تحقيق الاضافة بشرط اكتساب التجربة والخبرة وهذا لا يتم الا بمزيد من الوقت والدعم والتأطير. السينما التونسية ستكون بخير مع هذا الجيل الذي يحمل رؤى جديدة وهذا طبيعي جدّا. محمد دمق (مخرج): ضخمنا الظاهرة الأفلام القصيرة ليست البديل للأفلام الطويلة ولكنها مدرسة للتكوين ومحطة لابدّ منها للمرور الى الفيلم الطويل. والمعروف عالميا انه لا يحق للمخرج ان ينجز فيلما طويلا الا بعد ان يقدّم ثلاثة أفلام قصيرة ناجحة. والحقيقة اننا شاهدنا خلال الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية أفلاما قصيرة جيدة وأخرى متوسطة ولكننا أيضا شاهدنا أفلاما رديئة. وباعتقادي انه تم تضخيم ظاهرة الأفلام القصيرة في هذه الفترة لأن الأفلام الطويلة لم تسجل حضورا بارزا، لكن هذا لا يمنعني من القول إننا فكّرنا هذه المرة بطريقة صحيحة، فكثافة الأفلام القصيرة تنمّ عن صواب التمشي، الجيل الجديد من السينمائيين يسير في الطريق الصحيح، وأعتقد انه ثمة نسبة سيكون لها شأن في هذا الميدان. نصر الدين السهيلي (مخرج) :أفلامنا مختلفة شكلا ومضمونا البديل الذي تطرحه الأفلام القصيرة يأتي على مستوى المضمون والشكل، فأفلامنا تطرح مواضيع مختلفة وكتابة سينمائية مغايرة وتناولا جديدا وهذا طبيعي جدا باعتبار ان صناع هذه الأفلام تتراوح أعمارهم ما بين 23 و35 عاما في حين أن أصحاب الأفلام الطويلة تتجاوز سنهم الخمسين عاما. المسألة لا تتعلق بطول الفيلم بل بالاختيارات اختيار الموضوع واختيار طريقة الطرح وطريقة الكتابة وحتى الكاستينغ،... أفلامنا تجاوزت «الكليشيهات» المعروفة في الأفلام الطويلة التونسية، فمثلا نحن نتعامل مع ممثلين يعرفهم الجمهور التونسي ويشاهدهم في المسلسلات التلفزية في حين أن أصحاب الأفلام الطويلة يلتجئون في غالب الأحيان الى ممثلين يحملون الجنسية الفرنسية أو يعيشون في فرنسا. المسألة هنا تتعلق بالهوية أيضا، ونحن لنا أستاذ واحد (maitre) هو المخرج النوري بوزيد الذي يطرح من خلال أفلامه قضايا تهم الناس وأفلامه لها هوية. ابراهيم اللطيف: (مخرج ومنتج سينمائي) الأفلام القصيرة التونسية عنصر مهم في المشهد السينمائي التونسي والمراهنة عليها رهان رابح ويكفي العودة الى الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية للوقوف عند هذه الحقيقة. الأفلام القصيرة التونسية تميزت في المهرجان كما وكيفا وقد ابرزت طاقات شابة مهمة واعلنت عن ميلاد جيل جديد من السينمائيين. وباعتقادي أن هذه الظاهرة صحية باعتبار انه لابد من جيل جديد يأخذ المشعل عن سابقه وهذه سنة الحياة والأكيد أنهم في حاجة الى تأطير ومساندة وهذا دورنا. شخصيا متفائل بهذا الجيل الجديد من السينمائيين والمهم أن يجد المساعدة والدعم.