هيمنت مشاهد النهب والسلب أمس على بشكيك غداة مواجهات دامية أفضت الى طرد كرمان بك باكييف من السلطة وحلّت محلها حكومة جديدة برئاسة وزيرة خارجية سابقة وذلك على الرغم من تمسّك باكييف بالحكم. وقد جال أمس عشرات القرغيزيين بين أنقاض منزل رئيسهم المخلوع الذي تصاعد منه الدخان واستولوا على كتب وتحف وأجهزة تدفئة كانت لرئيسهم. فوضى ورفع أطفال صندوقا ضخما مليئا بالمجلات والكتب عثروا عليه في فناء المبنى الذي انهار قسم من سطحه الليلة قبل الماضية بعدما اشتعلت فيه النيران. وكتب على أحد الجدران «الموت لباكييف» وقال أحد المتظاهرين ان السلطة نهبت الشعب... والآن جاء دور الشعب لينهب السلطة.. وأضاف: «الناس ضاقوا ذرعا فانفجر الوضع» وحتى صباح امس غصّت أروقة المبنى بالمئات بعضهم كان يغادر حاملا ما تمكّن من العثور عليه جهاز كمبيوتر او حتى إطارات سيارات رسمية متفحمة. وظهرت آثار الحريق على المبنى الضخم المعروف ب «البيت الابيض». هروب واستقالة؟ في هذه الأثناء أعلن مصدر في وزارة الدفاع القرغيزية ان الرئيس كرمان بك باكييف لجأ الى مدينة «أوش» بجنوب قرغيزستان بعد الاستيلاء على الرئاسة والبرلمان في بشكيك من قبل المتظاهرين اثر مواجهات عنيفة مع الشرطة. وأعلن مسؤول ملاحي ان باكييف الذي تطالب المعارضة برحيله غادر مطار «ماناس» شمال بشكيك على متن طائرة صغيرة صعد إليها خمسة أشخاص الى جهة مجهولة. وقال أحد قادة المعارضة ثامر سارييف إن رئيس الوزراء دانيار أوسينوف قدّم كتاب استقالته بعد مفاوضات مع سارييف نفسه.. وأضاف سارييف إن المعارضة شكلت حكومتها برئاسة وزيرة الخارجية السابقة روزا أوتوبناييفا لكن باكييف أصدر في وقت لاحق بيانا أكد فيه رفضه تقديم استقالته. وذكر البيان المنسوب الى باكييف ان المعارضة يجب ان تحاسب على أعمال العنف التي قامت بها.. وفي سياق آخر، طالبت موسكو الرئيسة الحالية لقرغيزستان بإغلاق القاعدة الجوية الأمريكية لديها مشيرة الى أن رئيس قرغيزستان المخلوع لم يف بوعده بإغلاق القاعدة.