أكد الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري الأسبق، خلال حرب أكتوبر عام 1973 أن جرائم الحرب في العراق وغيرها والتي اقترفتها قوات الاحتلال أكثر ثبوتا من الناحية القانونية من تلك الجرائم التي يحاكم عليها الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش. وتعجب الفريق الشاذلي مما أعلنته الادارة الأمريكية بشأن تقديم جنودها المتهمين بتعذيب السجناء العراقيين في سجن «أبوغريب» إلى محاكمة علنية، قائلا ان أمريكا تستكثر حتى أن تقدم كبشا للفداء، ينقذ سمعتها، وتريد أن تضحي بسمكتين صغيرتين لتحمي بها الحوت الكبير المسؤول الأول عن هذه التجاوزات. وأضاف الشاذلي أن تحالف المحتلين بدأ في التفكك، وانسحبت دول عديدة بقواتها بعد تصاعد المقاومة. وكرر السخرية من طلب الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية بإمداد قوات الاحتلال بأعداد من الدبابات لأن العربات المدرعة «هامفي» والعربات المدرعة «سترايكر» لا توفر الحماية الكافية لجنود الاحتلال، قائلا ان هذا المطلب يعبر عن افلاس القيادة الميدانية الأمريكية في مواجهة الموقف، إذ ليس من المعقول توفير دبابات تكفي لاختفاء كل الجنود بداخلها مشيرا إلى ان القاذف الصاروخي «آر.بي.جي» قادر على تدمير الدبابة الأمريكية من مسافة 300 متر. وطالب الفريق الشاذلي بالتصدي للسيناريو الأمريكي الساعي لاضفاء الشرعية على عملية غزو العراق عبر توريط الأممالمتحدة والدول العربية من خلال ارسال قوات إلى العراق قائلا: «ان هذا السيناريو لو تحقق فإنه سيقوم بتكريس الاحتلال الأمريكي للعراق، ويعتبر خطوة كبيرة نحو تحقيق الهيمنة الأمريكية على العراق والمنطقة بما يؤدي إلى تمرير مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي تريد أمريكا فرضه على المنطقة، معتبرا أن ذلك «يعني فرض السلام الذي تريده أمريكا على المنطقة والذي يعني فرض السلام بين العرب واسرائيل ولكن بشروط اسرائيلية». وشدد الشاذلي على أن قوات الاحتلال أصبحت تواجه مأزقا كبيرا في العراق وان خسائرها البشرية المتزايدة قد أصبحت فوق طاقتها واستمرار بقائها يكلفها 4.7 مليار دولار شهريا وهي التي تسعى حاليا لاستصدار قرار من مجلس الأمن، يعطي دورا شكليا للأمم المتحدة من أجل توزيع التبعات المالية على أكبر عدد من الدول، ومن أجل أن يكون تدخلها لقمع الثورة العراقية والمقاومة المتزايدة ضد الاحتلال طبقا لأوامر الأممالمتحدة. وحدد الفريق الشاذلي مبادئ عامة «للحل الذي يجب علينا أن نتمسك به وتتمثل في رفض تسليم السلطة للعراقيين في ظل الاحتلال الأمريكي البريطاني، ورفض تسليم السلطة لعراقيين لم ينتخبهم الشعب العراقي، والمطالبة بتسليم السلطة من قوات الاحتلال إلى الأممالمتحدة في الثلاثين من جويلية 2004، ويتبعه فورا اجلاء جميع قوات التحالف عن العراق، وأن تقوم قوات الأممالمتحدة بمسؤولية المحافظة على الأمن حتى الثلاثين من جوان 2005 . ويؤكد الشاذلي على أن يتم من الآن وحتى أول ديسمبر 2004 اجراء انتخابات حرة يتم على اثرها انتخاب حكومة عراقية جديدة، يتم طبقا لنتائجها تشكيل مجلس تشريعي، وحكومة عراقية، ويتم خلال تلك الفترة استكمال مؤسسات الدولة، وتسليم السلطات السيادية والأمنية إلى الحكومة العراقية المنتخبة في الثلاثين من جوان 2005 . وبالنسبة للجامعة العربية فقد لخص الفريق الشاذلي أسباب فشل الجامعة حسب رأيه في انها كانت تهتم بالشكل دون المضمون، وكانت تحاول البحث عن حلول توفيقية غامضة، يمكن أن يفسرها كل عضو كما يحلو له وذلك بهدف تأكيد وحدة الصف العربي. وشدد على أن أسلوب اتخاذ القرارات كان هو أحد المعوقات التي أدت إلى فشل الجامعة، التي كانت تأخذ مبدأ «الاجماع الظالم» لأنه يسوي بين دولة تعدادها 70 مليون وبين دولة تعدادها أقل من نصف مليون ويسوي بين دولة ناتجها المحلي 185 مليار دولار ودولة لا يزيد انتاجها عن 600 مليون دولار.