ذلك هو السؤال الرهيب الذي ملأ الدنيا وشغل الناس قبل وبعد حادثة المنزه أول أمس خلال مباراة أكدت لنا تعاسة توجهنا نحو الحضيض .. والا كيف لمباراة كرة ان تتحول من قمة الى «ڤمة» (حاشاكم) جراء هزيمة مؤقتة او هدف غير شرعي او صفارة خاطئة .. وماذا ننتظر بعد كل الذي صار لنغير المسار ونعترف على الأقل أننا جميعا لسنا أهلا للانتصار.. ؟ ما جرى وشاهدناه جميعا ومر على القنوات العالمية وصمة خجل بالبنط العريض جاءت لتؤكد اننا شعب يرفض الهزيمة حتى في «الشكبّة» .. رغم اننا لسنا أهلا للفوز بما أننا مازلنا نسيء التعامل خارج وداخل وعلى جوانب الملعب .. والا ما معنى أن تصر لجنة التحكيم على تعيين حكم مرفوض منذ البدء ... وما معنى ان ينتفض مدرب «انتخبه» الشعب ليكون على رأس المنتخب فاذا به «يزبد» و «يعربد» داخل الميدان ويقوم بحركات بهلوانية «أشعلت» المدارج خاصة ان الأعصاب في تلك اللحظات كانت بين النار والبنزين .. وما معنى ان ينقطع التيار الكهربائي داخل ملعب من أعلى طراز ويدوم العطب الى حين قرر المتسببون فيه ذلك .. فهل نتكلم أم «نطفي الضوّ .. أم نغني مع لطيفة في نص الجو .. طفي الضوّ..؟ الاسئلة تتزاحم داخل الرأس .. ومنها ما يقول : هل ان الترجي ممنوع من الانكسار في مثل هذا الوقت من كل عام .. أم أن نادي حمام الأنف ممنوع من أن «يفعلها» مرة اخرى أمام أحد الكبار .. وهل كان تعيين الحكم «اللقام» لُقمَة مسمومة داخل فم المباراة .. أم أنه بدوره ضحية الحسابات خاصة ان الافريقي والنجم الخاسرين مساء الاربعاء دخلا على الخط وطالبا ب «حقهما» في كشف ما جرى بما ان هزيمة الترجي كانت ستعيد توزيع الأوراق؟ لا ندري حقيقة ما جرى فوق المدارج وعدد الجرحى .. لكننا نعلم ان أنوار الملعب الأولمبي بالمنزه كانت منطفئة.. وكأنه أمر دبر بالليل .. لتستحيل الخرافة الى واقع .. او الواقع الى خرافة خاصة ان ألسنة اللهب وجدت الجو مناسبا لتمرير الكلام المسموم الى الآذان الصاغية .. وهذا ما يزيد في حجم سؤالنا الذي يقول : الى متى سنسكت على هذا الغول الذي صار يخيف الكبار والصغار .. ولا نتحدث الا عن الهزيمة والانتصار .. وتبقى الكرة أبعد ما يمكن عن الفرجة والأخلاق وأقرب ما يمكن كوسيلة ل «خليان الديار» .. واذا أردتم الدليل اسألوا عن عدد الموقوفين من التلاميذ والطلبة وحتى الساهرين على عائلات لتكتشفوا كم كانت حياتهم رخيصة أمام غلاء نقاط المباريات.. يوم الخميس انتهى أمر البطولة .. وهذه حقيقة .. ومن يعرف حقائق أخرى أنصحه ان «يطفّي الضّوّ» لما فيه خير الكرة التونسية. سليم الربعاوي صدفة غريبة !! قد تكون الصدفة وحدها هي التي جعلت أغلب هواتف أعضاء الرابطة الوطنية المحترفة وأيضا أعضاء المكتب الجامعي خارج الشبكة عندما حاولنا الاتصال بهم لاستجلاء أرائهم حول ما حدث في ملعب المنزه أثناء لقاء الترجي وضيفه نادي حمام الأنف .. وقد تكون عملية الترشحات للمكتب الجامعي الجديد والحملات الانتخابية وراء تجنبهم التعليق أو التحدث عن وجهات نظرهم خاصة أن رأي أي تعليق قد يكون في نظرهم مضرا ولا ينفع العملية بالمرة باعتبار انه وبقدر ما يصب في مصلحة هذا الطرف فقد يغضب الطرف الآخر .. وكان غلق هواتفهم - الحل الأفضل لعدم الإجابة .. والغريب ان أحدهم ممن تحصلنا عليه بصعوبة تامة أكد انه لم يتابع المباراة بالمرة .. وكانت له مشاغل أخرى .. والحال انه مسؤول .. نعم مسؤول .. علي الخميلي ماذا دوّن الحكم اللقام على ورقة اللقاء أشار الحكم مكرم اللقام في تقريره عن اللقاء اقتحام الميدان من طرف محبي الترجي في الدقيقتين 35 و 36 كما نص على وجود أحداث شغب في المدارج .. في نفس الاطار دوّن «اللقام» انقطاع التيار الكهربائي لمدة 25 دقيقة بداية من الدقيقة 78 ..