«طفّي الضّو» هي العبارة الأكثر تداولا في المنزل بين أفراد العائلة، وفي الإدارات بين العرف والأعوان وفي المتجر بين التاجر والصانع، وفي كل مكان فيه نور فلا نصيحة إلا «طفّي الضّو». ولا صوت ينادي إلا ب«طفّي الضّو» قبل أن تنام أو أن تخرج. أو أن تقعد أو أن تقوم المهم أن يكون الضوء مطفأ حتى ولو كان ضوء فانوس ناعس مقتصد للطاقة في شهر الفوانيس المقتصدة للطاقة. «اطفي الضو» هي من أهم نصائح منظمة الدفاع عن المستهلك اقتصادا في الطاقة الشرائية والكهربائية والشمسية والبديلة للمستهلك «الضو اللّي ما حاجتكش به طفّيه». على نصيحة «طفّي الضو» تربت أجيال. ولا أحد منّا إطلاقا ينكر أن فينا اليوم فرقا مختصة في إطفاء الضوء وفنيين متضلعين في استثمار الأضواء الطافية. وبيداغوجيين مختصين في مناهج التربية في الزوايا المظلمة كأن ترى لصّا يسلب وينهب. وتأتيك النصيحة تقول «طفّي الضو» أو كأن ترى من يعبث بالملك العام ويرشدك الناصح من حيث تدري ولا تدري بالقول: «طفّي الضو» أو كأن تسمع مثلا ذاك الحكم الذي أدار مباراة الترجي وحمام الأنف، يقول على الفضاء مباشرة وبصوت عال: «بعد المباراة الناس الكل روحت فرحانة والحمد للّه» نعم بهذه الجرأة «طفّى الرجل الضو» على حريق لا يحتاج إلى إنارة حتى تراه الناس في الداخل والخارج. أو اللّهم أن الرجل يرى ما لا نراه. أو أنه لا يرى شيئا. أو أنه مدرك لأن تلك الأحداث مآلها إطفاء الضوء عليها و«تبقى الناس الكل فرحانة» حتى وإن كانت الفاتورة غالية وباهظة الثمن الاخلاقي والمادي والرياضي. يبقى هل أن المختصين في إطفاء الأضواء سيطفئون الضوء على من أطفأ الضوء على ملعب المنزه هذه المرة؟ سؤال أجبت عليه نفسي بنفسي: «طفّي الضو»!!!